Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 75-88)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : لما خلقت بيديّ : أي للذي خلقته بيديَّ وهو آدم فدل ذلك على شرفه . استكبرت أم كنت من العالين : استكبرت الآن أم كنت من قبل من العالين المتكبرين والاستفهام للتوبيخ . والتقريع لإِبليس . فاخرج منها : أي من الجنة . فإِنك رجيم : أي مرجوم مطرود . وأن عليك لعنتي إلى يوم الدين : أي طرده من الجنة وألحقه لعنة وهي الطرد من الرحمة إلى يوم الدين أي الجزاء وهو يوم القيامة . قال رب فانظرني : أي أخر موتي وأبق عليَّ حيَّا إلى يوم يبعثون أي الناس . إلى يوم الوقت المعلوم : أي إلى النفخة الأولى وهي نفخة الموت والفناء . إلا عبادك منهم المخلصين : أي الذين استخلصتهم للإِيمان بك وعبادتك ومجاورتك في الجنة . قل ما أسألكم عليه من أجر : لا أسألكم على البلاغ أجراً تعطونه لي . وما أنا من المتكلفين : أي المتقولين القرآن ومات أنذركم به من تلقاء نفسي . إن هو إلا ذكر للعالمين : أي ما أتلوه من القرآن وما أقوله من الهدى إلا ذكر للعالمين . ولتعلمن نبأه بعد حين : أي ولتعلمن أيها المكذبون نبأ القرآن الذي أنبأ به من الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين بعد حين . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في ذكر ما دار بين الربّ تعالى وعدوه إبليس من حديث في الملأ الأعلى إذ قال تعالى بعد أن امتنع إبليس من السجود لآدم { يٰإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } أي أيُّ شيء جعلك تمتنع من السجود لآدم وقد أمرتك بذلك { أَسْتَكْبَرْتَ } أي الآن { أَمْ كُنتَ } من قبل { مِنَ ٱلْعَالِينَ } أي المستكبرين ، وهذا الاستفهام من الله تعالى توبيخ لإِبليس وتقريع له . وأجابه إبليس بما أخبر تعالى به عنه في قوله { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } فاستعمل اللعين القياس الفاسد المردود عند أرباب العقول ، إذ النار لم تكن أبداً خيرا من الطين ، النار تحرق ونهايتها رماد ، والطين لا يحرق ومنه سائر أنواع المغذيات التي بها الحياة الحبوب والثمار والفواكه والخضر واللحوم وحسبه أنه أصل الإِنسان ومادة خلقته . فأيُّ شرف للنّار أعظم لو كان اللعين يعقل . وهنا قال تعالى له { فَٱخْرُجْ مِنْهَا } أي من الجنة { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } أي مطرود مبعد لا ينبغي أن تبقى في رحمة الله ، { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِيۤ } لا تفارقك على مدى الحياة وهي بُعد من رحمتي طوال الحياة . وهنا قال اللعين لما آيس من الرحمة { رَبِّ فَأَنظِرْنِيۤ } أي ابق عليَّ حياً لا تمتني { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } حتى يتمكن من إغواء بني آدم ، ولا يموت إذا ماتوا في النفخة الأولى فلا يذوق هو الموت وعلم الله ما أضمره في نفسه فرد عليه بقوله { فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } أي الممهلين المبقى على حياتهم { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } وهو النفخة الأولى حتى يموت مع سائر الخلائق ولما علم اللعين أنه أنظر قال في صفاقة وجه ووقاحة قول مقسماً بعزة الله { فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } فاستثنى اللعين عباد الله المؤمنين المتبقين الذين استخلصهم الله لطاعته وجواره في دار كرامته . وهنا قال تعالى ردا على اللعين { قَالَ فَٱلْحَقُّ } أي أنا الحق { وَٱلْحَقَّ أَقُولُ } { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } أي من الإِنس والجن أجمعين . وإلى هنا انتهى ما دار من خصومة في الملأ الأعلى ، وكيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم هذا وأخبر به لولا أنه وحيّ يوحى إليه . وهنا قال تعالى لرسوله قل لقومك المكذبين برسالتك { مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي على البلاغ { مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } الذين يتقولون على الله ويقولون ما لم يقل { إِنْ هُوَ } أي القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } من الإِنس والجن يذكرون به فيؤمنون ويهتدون { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ } أي ولتعرفن صدق ما أخبر به من وعد ووعيد وصلاحية ما تضمنه من تشريع بعد حين ، وقد عرف بعضهم ذلك يوم بدر ، ويوم الفتح ، ويوم موته . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - ذم الكبر والحسد وحرمتهما وبيان جزائهما . 2 - مشروعية القياس إن كان قياس صحيحا ، وبيان أخطار القياس الفاسد . 3 - مشروعية القسم بالله وبصفاته وأسمائه . 4 - بيان أن من كتب الله سعادتهم لا يقوى الشيطان على إغوائهم وإضلالهم . 5 - لا يجوز أخذ الأجرة على بيان الحق والدين . 6 - ذم التكلُّف المفضي إلى الكذب والتقول على الله وعلى الرسول والمؤمنين . 7 - ظهر مصداق ما أخبر به القرآن بعد حين قصير وطويل .