Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 116-121)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أن يشرك به : أن يعبد معه غيره من مخلوقاته بأي عبادة كانت . إن يدعون : أي ما يدعون . إلا إناثاً : جمع أنثى لأن الآلهة مؤنثة ، أو أمواتاً لأن الميت يطلق عليه لفظ أنثى بجامع عدم النفع . مريداً : بمعنى مارد على الشر والإِغواء للفساد . نصيباً مفروضاً : حظاً معيناً . أو حصة معلومة . فليبتكن : فليقطعن . خلق الله : مخلوق الله أي ما خلقه الله تعالى . الشيطان : الخبيث الماكر الداعي إلى الشر سواء كان جنياً أو إنسياً . يمنيهم : يجعلهم يتمنون كذا وكذا ليلهيهم عن العمل الصالح . معنى الآيات : قوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } إخبار منه تعالى عن طعمة بن أبيرق بأنه لا يغفر له وذلك لموته على الشرك ، أما إخوته الذين لم يموتوا مشركين فإن أمرهم إلى الله تعالى إن شاء غفر لهم وإن شاء آخذهم كسائر مرتكبي الذنوب غير الشرك والكفر . وقوله تعالى { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } أي ضل عن طريق النجاة والسعادة ببعده عن الحق بعداً كبيراً وذلك بإِشراكه بربه تعالى غيره من مخلوقاته . وقوله تعالى { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً } هذا بيان لقبح الشرك وسوء حال أهله فأخبر تعالى أن المشركين ما يعبدون إلا أمواتاً لا يسمعون ولا يبصرون ولا ينطقون ولا يعقلون . إذ أوثانهم ميتة وكل ميت فهو مؤنث زيادة على أن أسماءها مؤنثة كاللات والعزى ومناة ونائلة ، كما هم في واقع الأمر يدعون شيطاناً مريداً إذ هو الذي دعاهم إلى عبادة الأصنام فعبدوها فهم إذاً عابدون للشيطان في باطن الأمر لا الأوثان ، ولذا قال تعالى : { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً } لعنه الله وأبلسه عند إبائه السجود لآدم ، { وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } أي عدداً كبيراً منهم يعبدونني ولا يعبدونك وهم معلومون معروفون بمعصيتهم إياك ، وطاعتهم لي . وواصل العدو تبجحة قائلا : { وَلأُضِلَّنَّهُمْ } يريد عن طريق الهدى { وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } يريد أعوقهم عن طاعتك بالأماني الكاذبة بأنهم لا يلقون عذاباً أو أنه سيغفر لهم . { وَلأَمُرَنَّهُمْ } فيطيعوني { فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ } أي ليجعلون لآلهتهم نصيباً مما رزقتهم ويعلمونها بقطع آذانها لتعرف أنها للآلهة كالبحائر والسوائب التي يجعلونها للآلهة . { وَلأَمُرَنَّهُمْ } أيضاً فيطيعونني فيغيرون خلق الله بالبدع والشرك ، والمعاصي كالوشم والخصي . هذا ما قاله الشيطان ذكره تعالى لنا فله الحمد . ثم قال تعالى { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } لأن من والى الشيطان عادى الرحمن ومن عادى الرحمن تم له والله أعظم الخسران يدل على ذلك قوله تعالى { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ } فيعوقهم عن طلب النجاة والسعادة { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } إذ هو لا يملك من الأمر شيئاً فكيف يحقق لهم نجاة أو سعادة إذاً ؟ وهذا حكم الله تعالى يعلن في صراحة ووضوح فليسمعوه : { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً } أي معدلاً أو مهرباً . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - سائر الذنوب كابئرها وصغائرها قد يغفرها الله تعالى لمن شاء إلا الشرك فلا يغفر لصاحبه . 2 - عبدة الأصنام والأوهام والشهوات والأهواء هم في الباطن عبدة الشيطان إذ هو الذي أمرهم فأطاعوه . 3 - من مظاهر طاعة الشيطان المعاصي كبيرها وصغيرها إذ هو الذي أمر بها وأطيع فيها . 4 - حرمة الوشم والوسم والخصاء إلا ما أذن فيه الشارع . 5 - سلاح الشيطان العدة الكاذبة والأمنية الباطلة ، والزينة الخادعة .