Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 131-134)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : ولله ما في السماوات وما في الأرض : أي خلقاً وملكاً وتصرفاً وتدبيراً . وصينا : عهدنا إليهم بذلك أي بالتقوى . أوتوا الكتاب : اليهود والنصارى . الوكيل : من يفوض إليه الأمر كله ويقوم بتدبيره على أحسن الوجوه . ثواب الدنيا : جزاء العمل لها . ثواب الآخرة : جزاء العمل لها وهو الجنة . سمعيا بصيراً : سميعاً : لأقوال العباد بصيراً : بأعمالهم وسيجزيهم بها خيراً أو شراً . معنى الآيتين : لما وعد تبارك وتعالى كلا من الزوجين المتفرقين بالإغناء عن صاحبه ذكر أنه يملك ما في السماوات وما في الأرض ولذا فهو قادر على إغنائهما لسعة ملكه وعظيم فضله ، ثم واجه بالخطاب الكريم الأمة جمعاء ومن بينها بني أبيرق فقال { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } يريد من اليهود والنصارى وغيرهم أوصاهم بتقواه عز وجل فلا يقدموا على مشاقته ولا يخرجوا عن طاعته بترك ما أوجب أو بفعل ما حرم ، ثم أعلمهم أنهم وإن كفروا كما كفر طعمة وارتد فإن ذلك غير ضائره شيئاً ، لأنه ذو الغنى والحمد ، وكيف وله جميع ما في السماوات وما في الأرض من كائنات ومخلوقات وهو ربها ومالكها والمتصرف فيها . هذا ما تضمنته الآية الأولى [ 131 ] أما الآية الثانية [ 132 ] فقد كرر تعالى فيها الإِعلان عن استحقاقه الحمد والغنى وذلك لملكه جميع ما في السماوات وما في الأرض ولقيوميته عليهما وكفى به تعالى حافظاً ووكيلاً . وفي الآية الثالثة [ 133 ] يخبر تعالى أنه قادر على إذهاب كافة الجنس البشري واستبداله بغيره وهو على كل ذلك قدير ، فقال تعالى : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ } وذلك لعظيم قدرته وكفاية وكالته . وفي الآية الرابعة والأخيرة في هذا السياق [ 134 ] يقول تعالى مرغباً عباده فيما عنده من خير الدنيا والآخرة من كان يريد بعمله ثواب الدنيا { فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } فلم يقصر العبد عمله على ثواب الدنيا ، وهو يعلم أن ثواب الآخرة عند الله أيضاً فليطلب الثوابين معاً من الله تعالى ، وذلك بالإِيمان والتقوى والإِحسان ، وسيجزيه تعالى بعمله ولا ينقصه له وذلك لعلمه تعالى وقدرته ، { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً } ، ومن كان كذلك فلا يخاف معه ضياع الأعمال . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - الوصية بالتقوى ، وذلك بترك الشرك والمعاصي بعد الإِيمان وعمل الصالحات . 2 - غنى الله تعالى عن سائر خلقه . 3 - قدرة الله تعالى على إذهاب الناس كلهم والإِتيان بغيرهم . 4 - وجوب الإِخلاص في العمل لله تعالى وحرمة طلب الآخرة بطلب الدنيا .