Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 56-57)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : نصليهم ناراً : ندخلهم ناراً يحترقون بها . نضجت جلودهم : اشتوت فتهرت وتساقطت . ليذوقوا العذاب : ليستمر لهم العذاب مؤلماً . عزيزا حكيما : غالبا ، يعذب من يستحق العذاب . تجري من تحتها الأنهار : تجري من خلال أشجارها وقصورها الأنهار . مطهرة : من الأذى والقذى مطلقا . ظلا ظليلا : الظل الظليل ، الوارف الدائم لا حر فيه ولا برد فيه . معنى الآيتين : على ذكر الإِيمان والكفر في الآية السابقة ذكر تعالى في هاتين الآيتين الوعيد والوعد الوعيد لأهل الكفر والوعد لأهل الإِيمان فقال تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً } يريد يدخلهم نار جهنم يحترقون فيها ويصطلون بها { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } تهرت وسقطت بدلهم الله تعالى فوراً جلوداً غيرها ليتجدد ذوقهم للعذاب وإحساسهم به ، وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } تذييل المقصود منه إنفاذ الوعيد فيهم ، لأن العزيز الغالب لا يعجز عن إنفاذ ما توعد به أعداءه ، كما أن الحكيم في تدبيره يعذب أهل الكفر به والخروج عن طاعته هذا ما تضمنته الآية الأولى [ 56 ] من وعيد لأهل الكفر . وأما الآية الثانية [ 57 ] فقد تضمنت البشرى السارة لأهل الإِيمان وصالح الأعمال ، مع اجتناب الشرك والمعاصي فقال تعالى : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي بعد تركهم الشرك والمعاصي { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } يريد نساء من الحور العين مطهرات من كل ما يؤذي أو يُخل بحسنهن وجمالهن نقيات من البول والغائط ودم الحيض . وقوله تعالى : { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } وارفا كنيناً يقيهم الحر والبرد وحدث يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال : " في الجنة شجرة تسمى شجرة الخلد يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطع ظلها " . هداية الآيتين من هداية الآيتين : 1 - الكفر والمعاصي موجبات للعذاب الأخروي . 2 - بيان الحكمة في تبديل الجلود لأهل النار وهي أن يدوم إحساسهم بالعذاب . 3 - الإِيمان والعمل الصالح مع ترك الشرك والمعاصي موجبات للنعيم الأخروي . 4 - الجنة دار النعيم خالية من كدرات الصفو والسعادة فيها .