Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 74-76)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : سبيل الله : الطريق الموصلة إلى إعلاء كلمة الله تعالى بأن يعبد وحده ، ولا يضطهد مسلم في دينه ، ولا من أجل دينه . يشرون : يبيعون ، إذ يطلق الشراء على البيع أيضا . المستضعفين : المستضعف الذي قام به عجز فاستضعفه غيره فآذاه لضعفه . القرية : القرية في عرف القرآن المدينة الكبيرة والجامعة والمرد بها هنا مكة المكرمة . في سبيل الطاغوت : أي في نصرة الشرك ومساندة الظلم والعدوان ، ونشر الفساد . معنى الآيتين : بعد ما أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأخذ حذرهم وهو الأهبة للقتال أمرهم أن يقاتلوا فقال : { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ } أي يبيعون الدنيا ليفوزوا بالآخرة وهم المؤمنون حقاً فيقدمون أموالهم وأرواحهم طلبا للفوز بالدار الآخرة تقاتلون من لا يؤمن بالله ولا بلقائه بعد أن يدعوه إلى الإِيمان بربه والتوبة إليه ، ثم أخبرهم أن من يقاتل استجابة لأمره تعالى فيُقتل أي يستشهد أو يغلب العدو وينتصر على كلا الحالين فسوف يؤتيه الله تعالى أجراً عظيماً وهو النجاة من النار ودخول الجنة . هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 74 ] . أما الآية الثانية [ 75 ] فإن الله تعالى بعدما أمر عباده بالجهاد استحثهم على المبادرة وخوض المعركة بقوله : { وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ليعبد وحده ويعز أولياؤه { وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ } الذين يضطهدون من قبل المشركين ويعذبون من أجل دينهم حتى صرخوا وجأروا بالدعاء إلى ربهم قائلين : { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } يلي أمرنا ويكفينا ما أهمنا ، { وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً } ينصرنا على أعدائنا أي شيء يمنعكم أيها المؤمنون من قتال في سبيل الله ، ليُعبد وحده ، وليتخلص المستضعفون من فتنة المشركين لهم من أجل دينهم ؟ . ثم في الآية الثالثة [ 76 ] أخبر تعالى عبده المؤمنين حاضا لهم على جهاد أعدائه وأعدائهم بقوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لأنهم يؤمنون به وبوعده ووعيده { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ } وهو الكفر والظلم لأنهم لا يؤمنون بالله تعالى ولا بما عنده من نعيم ، ولا بما لديه من عذاب ونكال { فَقَٰتِلُوۤاْ أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَٰنِ } وهم الكفار ، ولا ترهبوهم { إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ } وما زال { ضَعِيفاً } ، فلا يثبت هو وأولياؤه من الكفرة ، أمام جيش الإِيمان أولياء الرحمن . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - فرضية القتال في سبيل الله ولأجل إنقاذ المستضعفين من المؤمنين نصرة للحق وإبطالاً للباطل . 2 - المقاتل في سبيل الله باع دنياه واعتاض عنها الآخرة ، ولنعم البيع . 3 - المجاهد يؤوب بأعظم صفقة سواء قتل ، أو انتصر وغلب وهي الجنة . 4 - لا يمنع المؤمنين من الجهاد خوف أعدائهم ، لأن قوتهم من قوة الشيطان وكيد الشيطان ضعيف .