Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 28-29)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وقال رجل من آل فرعون : هو شمعان بن عم فرعون . أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ : أي لأن يقول ربي الله ؟ والرجل هو موسى عليه السلام . بالبينات من ربكم : أي بالمعجزات الظاهرات . فعليه كذبه : أي ضرر كذبه عليه لا عليكم . يصبكم بعض الذي يعدكم : أي بعض العذاب الذي يعدكم به في الدنيا عاجلاً غير آجل . من هو مسرف كذاب : أي مسرف في الكفر والظلم كذاب لا يقول الصدق ولا يفوه به . ظاهرين في الأرض : أي غالبين في بلاد مصر وأراضيها . فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا : أي من عذاب الله إن جاءنا وقد قتلنا أولياءه . ما أريكم إلا ما أرى : أي ما أشير به عليكم إلا ما أشير به على نفسي وهو قتل موسى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد : أي إلا طريق الرشد والصواب . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث عما دار في قصر فرعون فقد أبدى فرعون رغبته في إعدام موسى معللاً ذلك بأمرين أن يبدل دين الدولة والشعب ، والثاني أن يظهر الشغب في البلاد والتعب للدولة والمواطنين معاً . وها هو ذا رجل مؤمن من رجالات القصر يكتم إيمانه بموسى وبما جاء به من التوحيد خوفا من فرعون وملئه . ولنستمع إلى ما أخبر تعالى به عنه : { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ } أي بموسى { مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } إذ هو ابن عم فرعون واسمه شمعان كسلمان قال : { أَتَقْتُلُونَ } ينكر عليهم قرار القتل { رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ } أي لأن قال ربي الله { وَقَدْ جَآءَكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } وهي الحجج والبراهين كالعصا واليد { مِن رَّبِّكُمْ } الحق الذي لا رب لكم سواه . { وَإِن يَكُ كَاذِباً } أي وإن فرضنا أنه كاذب فإن ضرر كذبه عائد عليه لا عليكم { وَإِن يَكُ صَادِقاً } وهو صادق { يُصِبْكُمْ بَعْضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمْ } من العذاب العاجل . إن الله تعالى لا يهدي أي لا يوفق إلى النصر والفوز في أموره { مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } متجاوز الحد في الاعتداء والظلم { كَذَّابٌ } مفتر يعيش على الكذب فلا يعرف الصدق . وبعد أن بين لهم هذه الحقيقة العلمية الثابتة أقبل عليهم يعظهم فقال : { يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ } أي غالبين في الأرض أي أرض مصر بكامل ترابها وحدودها . لكن إن نحن أسرفنا في الظلم والافتراء فقتلنا أولياء الله فجاءنا بأس الله عقوبة لنا فمن ينصرنا ؟ إنه لا ناصر لنا أبداً من الله فتفهموا ما قلت لكم جيداً ، ولا يهلك على الله إلا هالك ، وهنا قام فرعون يرد على كلمة الرجل المؤمن فقال ما أخبر تعالى به عنه في قوله : { قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ } أي ما أشير عليكم بشيء إلا وقد رأيته صائبا وسديداً ، يعني قتل موسى عليه السلام ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد أي إلاَّ إلى طريق الحق والصواب ، وكذب والله . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - فضل الإِيمان وفضل صاحبه فقد ورد الثناء على هذا الرجل في ثلاثة رجال هم مؤمن آل فرعون هذا ، وحبيبٌ النجار مؤمن آل ياسين وأبو بكر الصديق رضي الله عنه . 2 - فصاحة مؤمن آل فرعون هي ثمرة إيمانه وبركته العاجلة فإن لكلماته وقع كبير في النفوس . 3 - التنديد بالإِسراف في كل شيء والكذب والافتراء في كل شيء وعلى أي شيء . 4 - من عجيب أمر فرعون ادعاؤه أن يهدي إلى الرشد والسداد والصواب في القول والعمل ، حتى ضرب به المثل فقيل : فرعون يهدي إلى الرشد .