Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 19-24)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : فهم يوزعون : أي يحبس أولهم ليلحق آخرهم ليساقوا إلى النار مجتمعين . حتى إذا ما جاءوها : أي حتى إذا جاءوها أي النار . بما كانوا يعملون : أي من الذنوب والمعاصي . وهو خلقكم أول مرة : أي بدأ خلقكم في الدنيا فخلقكم ثم أماتكم ثم أحياكم . وما كنتم تستترون : أي عند ارتكابكم الفواحش والذنوب أي تستخفون من أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم فتتركوا الفواحش والذنوب . ولكن ظننتم أن الله لا يعلم : أي ولكن عند ارتكابكم الفواحش ظننتم أن الله لا يعلم ذلك منكم . أرداكم : أي أهلككم . فإن يصبروا فالنار مثوى لهم : أي فإن صبروا على العذاب فالنار مثوى أي مأوى لهم . وإن يستعتبوا : أي يطلبوا العتبى وهي الرضا فلا يعتبون أي لا يرضى عنهم هذه حالهم أبداً . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في دعوة قريش إلى أصول الدين التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وفي هذا السياق عرض لمشهد من مشاهد القيامة وهو مشهد حَيْ رائع يعرض أمامهم . إذ يقول تعالى : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ } أي اذكر لهم يوم يحشر أعداء الله أي الذين كفروا به فلم يؤمنوا ولم يتقوا ؛ إلى النار فهم يوزعون يحبس أولهم ليلحق آخرهم فيساقون مع بعضهم بعضا . حتى إذا ما جاءوها أي انتهوا إليها ، وادعوا أنهم مظلومون وأخذوا يتنصَّلون من ذنوبهم ، وقالوا إنهم لا يقبلون شاهداً من غير أنفسهم فيأمر الله تعالى أسماعهم وأبصارهم وجلودهم فتشهد عليهم بما كانوا يعملون ، وهو قوله تعالى : { شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } وهنا رجعوا إلى جلودهم يلومون عليهم ويعتبون وهو ما أخبر تعالى به في قوله : وقالوا لجلودهم { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } فأجابتهم جلودهم بما أخبر تعالى عنهم في هذا السياق { قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي النشأة الأولى في الدنيا ثم أماتكم ثم أحياكم { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } وها أنتم قد رجعتم فالقادر على هذا كله قادر على أن ينطقنا وعلى كل شيء أراد إنطاقه ، وقوله { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ } أي وما كنتم تستخفون فتتركوا محارم الله بل كنتم تجاهرون بذلك لعدم إيمانكم بالبعث والجزاء { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ } وهو ظن سيء { أَرْدَاكُمْ } أي أهلككم { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة وهذا هو الخسران المبين وقوله تعالى في الآية الأخيرة من هذا السياق [ 24 ] فإن يصبروا أي أعداء الله الذين شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم فالنار مثوى أي مأوى لهم لا يخرجون منها أبداً ، وإن يستعتبوا أي يطلبوا العتبى أي الرضا فيرضى عنهم فيدخلوا الجنة { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } أي فما هو بحاصل لهم أبداً فهم إذاً بشرِّ التقديرين والعياذ بالله تعالى من حال أهل النار . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرض مفصل بحال أهل النار فيها . 2 - التحذير من فعل الفواحش وكبائر الذنوب فإن جوارح المرء تشهد عليه . 3 - التحذير من سوء الظن بالله تعالى ومن ذلك أن يظن المرء أن الله لا يطلع عليه . أولا يعلم ما يرتكبه ، أو أنه لا يحاسبه أو لا يجزيه . 4 - وجوب حسن الظن بالله تعالى وهو أن يرجو أن يغفر الله له إذا تاب من زلة زلها ، وأن يرجو رحمته وعفوه إذا كان في حال العجز عن الطاعات ولا سيما عند العجز عن العمل للمرض والضعف كالكبر ونحوه فيغلب جانب الرجاء على جانب الخوف .