Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 51-56)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ونادى فرعون في قومه : أي نادى فيهم افتخاراً وتبجحاً بما عنده . وهذه الأنهار تجري من تحتي : أي من النيل تجري من تحت قصوري . أفلا تبصرون : أي عظمتي وما أنا عليه من الجلال والكمال . أم أنا خير : أي من موسى الذي هو مهين ولا يكاد يبين أي يفصح لِلثُّغة التي في لسانه . فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب : أي هَلا ألقي عليه أسورة من ذهب من قِبَلِ الذي أرسله . أو جاء معه الملائكة مقترنين : أي أو جاءت الملائكة يتبع بعضها بعضاً تشهد له بالرسالة . إنهم كانوا قوماً فاسقين : أي أطاعوه لكونهم قوماً فاسقين ففسقهم هو علة طاعتهم . فلما آسفونا انتقمنا منهم : أي فلما أغضبونا انتقمنا منهم . فجعلناهم سلفا : أي فرعون وقومه سلفاً أي سابقين ليكونوا عبرة لمن بعدهم . ومثلا للآخرين : أي يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل فعلهم . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في قصة موسى مع فرعون قال تعالى : { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ } لأجل الافتخار والتطاول إرهاباً للناس قال يا قوم أليس لي ملك مصر ، وهذه الأنهار أي أنهار النيل تجر من تحتي أي من تحت قصوره ، أفلا تبصرون فإذا أبصرتم فقولوا أنا خير من هذا الذي هو مهين أي حقير يتولى الخدمة بنفسه ، ولا يكاد يبين أي يفصح بلسانه لعلة به وهي اللثغة أم هو ؟ . فلولا ألقى عليه أساوره من ذهب أي هلا ألقى عليه من أرسله أساورة من ذهب أو بعث معه الملائكة مقترنين يشهدون له بالرسالة . قال تعالى : { فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ } أي استفزهم بقوله هذا وحركهم فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين ، والفاسق جبان يستجيب بسرعة للباطل إن كان ممن يخاف عادة كالحاكم الظالم . وقوله تعالى : { فَلَمَّآ آسَفُونَا } أي أغضبونا بنكثهم وكفرهم وكبريائهم وظلمهم أغرقناهم أجمعين أي فلم نبق منهم أحداً والمراد فرعون وجنوده . وقوله تعالى فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين أي جعلنا فرعون ، ومن أغرقنا معه من ملائه وجيوشيه سلفا أي سابقين ليكونوا عبرة لمن بعدهم ، ومثلا يتمثل به من بعدهم فلا يقدمون على ما أقدموا عليه من الكفر والظلم والعلو والفساد ، وأولى من يعتبر بهذا قريش التي نزل ليَنِبّهها ويحرك كامن نفسها لتنتبه من غفلتها فتؤمن وتوحد فتنجو وتكمل وتسعد . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - ذم الفخر والمباهاة إذ هما من صفات المتكبرين والظالمين . 2 - الاحتقار للفقراء والازدراء بهم من صفات الجبارين الظلمة المتكبرين . 3 - الفسق يجعل صاحبه مطية لكل ظالم أداة يسخره كما يشاء . 4 - التحذير من غضب الرب تبارك وتعالى فإنه متى غضب انتفم فبطش .