Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 101-104)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إن تبد لكم : تظهر لكم تضركم . عفا الله عنها : سكت عنها فلم يذكرها أو لم يؤاخذكم بها . سألها قوم : طلبها غيركم من الأمم السابقة . ما جعل الله : أي ما شرع . بحيرة ولا سائبة : البحيرة : الناقة تبحر أذنها أي تشق ، والسائبة : الناقة تسيّب . ولا وصيلة ولا حام : الوصيلة : الناقة يكون أول إنتاجها أنثى ، والحام : الجمل يحمى ظهره للآلهة . ما أنزل الله : من الحق والخير . ما وجدنا عليه آباءنا : من الباطل والضلال . معنى الآيات : لقد أكثر بعض الصحابة من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تضايق منهم فقام خطيباً فيهم وقال : " " لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم " … فقام رجل يدعى عبد الله بن حذافة كان إذا تلامى مع رجل دعاه إلى غير أبيه فقال من أبي يا رسول الله ؟ فقال : أبوك حذافة " ، وقال أبو هريرة : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أفي كل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ولو قلت نعم ، لوجبت ، ولو وجبت لما استطعتم ، ثم قال : ذروني ما تركتكم " فنزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } أي تظهر لكم جواباً لسؤالكم يحصل لكم بها ما يسؤكم ويضركم ، { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ } أي يبينها رسولنا لكم . أما أن تسألوا عنها قبل نزول القرآن بها فذلك مالا ينبغي لكم لأنه من باب إحفاء رسول الله وأذيته ثم قال تعالى لهم : { عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا } أي لم يؤاخذكم بما سألتم { وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } ، فتوبوا إليه يتب عليكم واستغفروه يغفر لكم ويرحمكم فإنه غفور رحيم . وقوله تعالى : { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ } أي قد سأل أسئلتكم التنطعية المحرجة هذه قوم من قبلكم { ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ } ، لأنهم كلفوا ما لم يطيقوا وشق عليهم جزاء تعنتهم في أسئلتهم لأنبيائهم فتركوا العمل بها فكفروا . هذا ما دلت عليه الآيتان الأولى [ 101 ] والثانية [ 102 ] وأما الثالثة [ 103 ] فقد قال تعالى : { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ } ومن الجائز أن يكون هناك من يسأل الرسول عن البحيرة وما بعدها فأنزل الله تعالى قوله : { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ } أي ما بحر الله بحيرة ولا سيب سائبة ولا وصل وصيلة ولا حَمَى حَامِيةً ، ولكن الذين كفروا هم الذين فعلوا ذلك افتراء على اله وكذباً عليه { وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ، ولو عقلوا ما افتروا على الله وابتدعوا وشرعوا من أنفسهم ونسبوا ذلك إلى الله تعالى ، وأول من سيب السوائب وغير دين إسماعيل عليه السلام عمرو بن لحي الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرُّ قَصْبه في النار أي أمعاءه في جهنم . هذا ما تضمنته الآية الثالثة أما الرابعة [ 104 ] فقد أخبر تعالى أن المشركين المفترين على الله الكذب بما ابتدعوه من الشرك إذ قيل لهم { تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ } ليبين لكم كذبكم وباطلكم في بحر البحائر وتسييب السوائب ، يرفضون الرجوع إلى الحق ويقولون : { حَسْبُنَا } أي يكفينا { مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ } فلسنا في حاجة إلى غيره فرد تعالى عليهم منكراً عليهم قولهم الفاسد { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً } أي يتبعونهم ويحتجون بباطلهم ولو كان أولئك الآباء جهالاً حمقاً لا يعقلون شيئاً من الحق ، { وَلاَ يَهْتَدُونَ } إلى خير أو معروف . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - كراهية الإِلحاف في السؤال والتقعر في الأسئلة والتنطع فيها . 2 - حرمة الابتداع في الدين وأنه سبب وجود الشرك في الناس . 3 - وجوب رد المختلف فيه إلى الكتاب والسنة والرضا بحكمهما . 4 - حرمة تقليد الجهال واتباعهم في أباطيلهم .