Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 20-23)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : نعمة الله عليكم : منها نجاتهم من فرعون وملائه . إذ جعل فيكم أنبياء : منهم موسى وهارون عليهما السلام . وجعلكم ملوكاً : أي مالكين أمر أنفسكم بعد الاستعباد الفرعوني لكم . العالمين : المعاصرين لهم والسابقين لهم . المقدسة التي كتب : المطهرة التي فرض الله عليكم دخولها والسكن فيها بعد طرد الكفار منها . ولا ترتدوا على أدباركم : أي ترجعوا منهزمين إلى الوراء . قوماً جبارين : عظام الأجسام أقوياء الأبدان يجبرون على طاعتهم من شاءوا . يخافون : مخالفة أمر الله تعالى ومعصية رسوله . أنعم الله عليهما : أي بنعمة العصمة حيث لم يفشوا سر ما شاهدوه لما دخلوا أرض الجبارين لكشف أحوال العدو بها ، وهما يوشع وكالب من النقباء الاثني عشر . معنى الآيات : ما زال السياق مع أهل الكتب وهو هنا في اليهود خاصة إذ قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم واذكر { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ } كموسى وهارون عليهما السلام { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } تملكون أنفسكم لا سلطان لأمة عليكم إلا سلطان ربكم عز وجل { يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ } للسَّكَن فيها والاستقرار بها فافتحوا باب المدينة وباغتوا العدو فإنكم تغلبون { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ } أي ولا ترجعوا إلى الوراء منهزمين فتنقلبوا بذلك خاسرين ، لا أمر الله بالجهاد أطعتم ، ولا المدينة المقدسة دخلتم وسكنتم ، واسمع يا رسولنا جواب القوم ليزول استعظامك بكفرهم بك وهمهم بقتلك ، ولتعلم أنهم قوم بهت سفلة لا خير فيهم ، إذ قالوا في جوابهم لنبيهم موسى عليه السلام : { يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ } ! ! وكان سبب هذه الهزيمة الروحية ما أذاعه النقباء من أخبار مهيلة مخيفة تصف العمالقة الكنعانيين بصفات لا تكاد تتصور في العقول اللهم إلا اثنين منهم وهما يوشع بن نون ، وكالب بن يوحنا وهما اللذان قال تعالى عنهما : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } أي أمر الله تعالى { أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا } فعصمهما من إفشاء سر ما رأو من قوة الكنعانيين إلا لموسى عليه السلام قالا للقوم { ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ } أي باب المدينة { فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } وذلك لعنصر المباغتة وهو عنصر مهم في الحروب ، { وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ } وهاجموا القوم واقتحموا عليهم المدينة { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } بما أوجب الله عليكم من جهاد وكتب لكم من الاستقرار بهذه البلاد والعيش بها ، لأنها أرض القدس والطهر . هذا ما تضمنته الآيات الأربع ، وسنسمع رد اليهود على الرجلين في الآيات التالية . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بإعلامه تعالى بخبث اليهود وشدة ضعفهم ومرض قلوبهم . 2 - فضح اليهود بكشف الآيات عن مخازيهم مع أنبيائهم . 3 - بيان الأثر السيء الذي تركه إذاعة النقباء للأخبار الكاذبة المهولة ، وقد استعملت ألمانيا النازية هذا الأسلوب ونجحت نجاحاً كبيراً حيث اجتاحت نصف أوربا في مدة قصيرة جداً . 4 - بيان سنة الله تعالى من أنه لا يخلو زمان ولا مكان من عبد صالح تقوم به الحجة على الناس . 5 - فائدة عنصر المباغتة في الحرب وأنه عنصر فعال في كسب الانتصار .