Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 44-47)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : التوراة : كتاب موسى عليه السلام . هدى ونور : الهدى : ما يوصل إلى المقصود والنور : ما يهدي السائر إلى غرضه . هادوا : اليهود . الربانيون : جمع رباني : العالم المربي الحكيم . الأحبار : جمع حبر : العالم من أهل الكتاب . وكتبنا : فرضنا عليهم وأوجبنا . قصاص : مساواة . وقفينا : أتبعناهم بعيسى بن مريم . الفاسقون : الخارجون عن طاعة الله ورسله . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في الحديث على بني إسرائيل إذ قال تعالى مخبراً عما آتى بني إسرائيل { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ } هدى من كل ضلالة ونور مبين للأحكام مُخرج من ظلمات الجهل { يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ } من بني إسرائيل { ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } لله قلوبهم ووجوهم فانقادوا لله ظاهراً وباطناً ، { لِلَّذِينَ هَادُواْ } ، ويحكم بها الربانيون من أهل العلم والحكمة من بني إسرائيل { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ } بسبب استحفاظ الله تعالى إياهم كتابه التوراة فلا يبدلونه ولا يغيرون فيها ، { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ } بأحقيته وسلامته من النقص والزيادة بخلافكم أيها اليهود فقد حرفتم الكلم عن مواضعه وتركتم الحكم به فما لكم ؟ فأظهروا الحق من نعت محمد صلى الله عليه وسلم والأمر بالإِيمان به ، ومن ثبوت الرجم وإنفاذه في الزناة ولا تخشوا الناس في ذلك واخشوا الله تعالى فهو أحق أن يخشى ، ولا تشتروا بآيات الله التي هي أحكامه فتعطلوها مقابل ثمن قليل تأخذونه ممن تجاملونهم وتداهنونهم على حساب دين الله وكتابه . { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } فكيف ترضون بالكفر بدل الأَيمان . هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 44 ] أما الآية الثانية [ 45 ] { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ … } فقد أخبر تعالى أنه فرض على بني إسرائيل في التوراة القود في النفس والقصاص في الجراحات فالنفس تقتل بالنفس ، العين تفقأ بالعين والأنف يجدع بالأنف ، والأذن تقطع بالأذن والسن تكسر إن كسرت بالسن ، وتقلع به إن قلع ، والجروح بمثلها قصاص ومساواة وأخبر تعالى أن من تصدق على الجاني بالعفو عنه وعدم المؤاخذة فإن ذلك يكون كفارة لذنوبه ، وإن لم يتصدق عليه واقتص منه يكون ذلك كفارة لجنايته بشرط وذلك بأن يقدم نفسه للقصاص تائباً أي نادماً على فعله مستغفراً ربه . وقوله تعالى في ختام الآية : { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } ، وذلك بأن قتل غير القاتل أو قتل بالواحد اثنين أو فقأ بالعين عينين كما كان بنو النضير يعاملون به قريظة بدعوى الشرف عليهم . هذا ما دلت عليه الآية الثانية أما الثالثة [ 46 ] وهي قوله تعالى : { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } فقد أخبر تعالى أنه أتبع أولئك الأنبياء السابقين من بني إسرائيل عيسى بن مريم عليه السلام أي أرسله بعدهم مباشرة { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ } لم ينكرها أو يتجاهلها ، { وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ } ، أي وأعطيناه الإِنجيل وحياً أوحيناه إليه وهو كتاب مقدس أنزله الله تعالى عليه فيه أي في الإِنجيل هدى من الضلال ونور لبيان الأحكام من الحلال والحرام ، { وَمُصَدِّقاً } أي الإِنجيل لما قبله من التوراة أي مقرراً أحكامها مثبتاً لها إلا ما نسخه الله تعالى منها بالإِنجيل ، { وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } أي يجد فيه أهل التقوى الهداية الكافية للسير في طريقهم إلى الله تعالى والموعظة التامة للاتعاظ بها في الحياة . هذا ما دلت عليه الآية الثالثة أما الآية [ 47 ] وهي قوله تعالى : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } أي وقلنا ليحكم أهل الإِنجيل يريد وأمرنا أهل الإِنجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه من الأحكام ، وأخبرناهم أن من { لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } عن أمره الخارجون عن طاعته وقد يكون الفسق ظلماً وكفراً . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - وجوب خشية الله بأداء ما أوجب وترك ما حرم . 2 - كفر من جحد أحكام الله فعطلها أو تلاعب بها فحكم بالبعض دون البعض . 3 - وجوب القود في النفس والقصاص في الجراحات لأن ما كتب على بني إسرائيل كتب على هذه الأمة . 4 - من الظلم أن يعتدى في القصاص بأن يقتل بالواحد اثنان أو يقتل غير القاتل أو يفقأ بالعين الواحدة عينان مثلا وهو كفر مع الاستحلال وظلم في نفس الوقت . 5 - مشروعية القصاص في الإِنجيل وإلزام أهله بتطبيقه وتقرير فسقهم إن عطلوا تلك الأحكام وهم مؤمنون بها .