Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 17-20)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : إن المتقين : أي الذين اتقوا ربهم فعبدوه وحده بما شرع لهم فأدوا الفرائض واجتنبوا النواهي . فاكهين : أي متلذذين بأكل الفواكه الكثيرة التي آتاهم ربهم . ووقاهم عذاب الجحيم : أي وحفظهم من عذاب الجحيم عذاب النار . على سرر مصفوفة : أي بعضها إلى جنب بعض . وزوجناهم بحور عين : أي قرناهم بنساء عظام الأعين حِسانها . معنى الآيات : لما ذكر تعالى حال أهل النار ذَكر حال أهل الجنة وهذا أسلوب الترغيب والترهيب الذي أمتاز به القرآن الكريم فقال تعالى مخبراً عن حال أهل الجنة : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } أي الذين اتقوا في الدنيا الشرك والمعاصي { فِي جَنَّاتٍ } أي بساتين ونعيم مقيم يحوى كل ما لذّ وطاب مما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين . فاكهين بما آتاهم ربُّهم أي متلذذين بأكل الفواكه الكثيرة الموصوفة بقول الله تعالى : لا معطوعة ولا ممنوعة . { وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } أي حفظهم من عذاب النار . ويقال لهم : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي بسبب ما كُنتم تعملونه من أعمال البر والإِصلاح بعد الفرائض واجتناب الشرك والمعاصي . وقوله { مُتَّكِئِينَ } أي حال كونهم وهم في نعيمهم متكئين على سرر مصفوفة قد صُف بعضها إلى جنب بعض . وقوله تعالى { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } أي قرناهم بزوجات من الحور العين والحور جمع حوراء وهي التي يغلب بياض عينها على سوادها والْعِين جمع عَينْاء وهي الواسعة العينين . جعلنا الله ممن يُزوجّون بهن إنه كريم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - فضل التقوى وكرامة أهلها . 2 - بيان منة الله وفضله على أهل الإِيمان والتقوى وهم أولياء الله تعالى . 3 - مشروعية الدعاء بكلمة هنيئا لمن أكل أو شرب ائتساء بأهل الجنة . 4 - الإِيمان والأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة وليست ثمنا لها لأن الجنة أغلى من عمل الإنسان ، وإنما العمل الصالح يزكى النفس فيؤهل صاحبها لدخول الجنة فالباء في قوله { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } سببية وليست للعوض كما في قولك بعتك الدار بألف مثلا .