Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 43-46)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أكفاركم خير من أولئكم : أي أكفاركم يا قريش خير من أولئكم الكفار المذكورين من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وملائه ؟ فلذا هم لا يعذبون . أم لكم براءة في الزبر : أم لكم يا كفار قريش براءة من العذاب في الزبر أي الكتب الإِلهية . أم يقولون نحن جميع منتصر : أم يقولون أي كفار قريش نحن جميع أي جمع منتصر على محمد وأصحابه . سيهزم الجمع ويولون الدبر : أي سيهزم جمعهم ويولون الدبر هاربين منهزمين وكذلك كان في بدر . بل الساعة موعدهم : أي الساعة موعدهم بالعذاب والمراد من الساعة يوم القيامة . والساعة أدهى وأمر : أي وعذاب الساعة وأهوالها أي هي أي أعظم بلية وأمر أي أشد مرارة من عذاب الدنيا قطعاً . معنى الآيات : يقول تعالى مبكتا مشركي قريش مؤنباً إياهم وهم الذين إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم يقول الله تعالى لهم : { أَكُفَّٰرُكُمْ } يا قريش خير من كفار الأمم السابقة كعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون فلذا هم آمنون من العذاب الذي نزل بكفار الآخرين ، أم لكم براءة من العذاب جاءت في الكتب مسطورة اللَّهم لا ذا ولا ذاك ما كفاركم بخير من أولئكم ، وليس لكم براءة في الزبر ، وإنما أنتم ممهلون فإما أن تتوبوا وأما أن تؤخذوا . وقوله تعالى عنهم { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ } أي جمع منتصر على كل من يحاربنا ويريد أن يفرق جمعنا نعم قالوا هذا ، ولكن سيهزم الجمع ويولون الدبر ، وقد تم هذا في بدر بعد سنيات ثلاث أو أربع وهزم جمعهم في بدر وولوا الأدبار هاربين إلى مكة . وقوله تعالى { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } أي الساعة التي ينكرونها ويكذبون بها هي موعد عذابهم الحق أما عذاب الدنيا فهو ليس شيء إذا قيس بعذاب الآخرة . { وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ } أي أعظم بلية وأكبر داهية تصيب الإِنسان وعذابها ، { وَأَمَرُّ } أي وعذابها أمر من عذاب الدنيا كله . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان حقيقة يغفل عنها الناس وهي أن الكفر كله واحد ومورد للهلاك . 2 - لا قيمة أبداً لقوة الإِنسان إزاء قوة الله تعالى . 3 - صدق القرآن في إخباره بغيب لما يقع ووقع كما أخبر وهو آية أنه وحي الله وكلامه . 4 - القيامة موعد لقاء البشرية كافة بحيث لا يتخلف عنه أحد .