Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 1-13)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : الرحمن : اسم من أسماء الله تعالى . علم القرآن : أي علم من شاء من عباده القرآن . خلق الإِنسان : آدم كما خلق ذريته أيضاً . علمه البيان : أي علم آدم البيان الذي هو النطق والإِعراب عما في النفس بلغة من اللغات كل هذا تعليم الله عز وجل ولولا الله ما نطق إنسان . الشمس والقمر بحسبان : أي يجريان بحساب معلوم مقدر في بروجهما ومنازلهما . والنجم والشجر يسجدان : النجم ما لا ساق له من النبات ، والشجر ما له ساق يسجدان يخضعان لله تعالى بما يريد منهما في طواعية كالسجود من المكلفين . والسماء رفعها : أي فوق الأرض وأعلاها . ووضع الميزان : أي أثبت العدل بين العباد أمر به وألهم صنع آلته . ألا تطغوا في الميزان : أي لأجل أن لا تجوروا في الميزان وهو ما يوزن به من آلات . وأقيموا الوزن بالقسط : أي لا تنقصوا الموزون الذي تزنونه بل وفوه . والأرض وضعها للأنام : أي أثبتها وخفضها كما رفع السماء وأعلاها للأنام لحياة الأنام عليها وهم الإِنس والجن والحيوان وكل ذي روح . فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام : أي في الأرض فاكهة وهي كل ما يتفكه به الإِنسان من أنواع الفواكه الكثيرة ، والنخل ذات الأكمام وهي أوعية طلعها . والحب ذو العصف : أي وفي الأرض الحب من بُرٍّ وشعير وعصفه تبنه . والريحان : نبت معروف ، والمراد به أنواع الرياحين المشمومة ذات الريح الطيّب . فبأي آلاء ربكما تكذبان : أي فبأي نعم ربكما يا معشر الجن والإِنس تكذبان وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى . والجواب لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد . معنى الآيات : قوله تعالى { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } يُخبر تعالى أنه هو الرحمن الذي علم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم القرآن لا كما يقول المبطلون إنما يعلمه بشر . الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء وهي متجلية ظاهرة فيما يعدد من آلاء ونعم . منها خلقه الإِنسان آدم وذريته ، وتعليمهم البيان وهو النطق والإِبانة عما في نفوسهم . { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } يجريان لإِفادة الناس في معرفة أوقات عبادتهم ، وآجال ديونهم وهي مظاهر الرحمة ، { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } والنجم غذاء بهائمكم والشجر فيه فاكهتكم وبعض غذائكم { يَسْجُدَانِ } خضوعاً لله بما أراد منهما لا يعصيان كما يعصي الثقلان . والسماء رفعها عن الأرض ولم يلصقها بالأرض إنعاماً منه على الثقلين في رفعها وتزيينها بكواكبها وشمسها وقمرها ، { وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } أي العدل حيث أمر به وألهم وضع آلته وغرز في النفوس حبه والرغبة فيه ، من أجل ألا تجوروا في الميزان . { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ } بالعدل ، { وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } أي لا تنقصوه إذا وزنتم بل وفوه كل هذا إنعام وألوان من رحمات الرحمن . والأرض وضعها للأنام أي أثبتها وخفضها ودحاها لحياة الأنام ، وهم الإِنس والجان والحيوان ، { فِيهَا فَاكِهَةٌ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ } أي أوعية الطلع ، والحب البر والشعير ذو العصف أي التبن والريحان هذه أنواع الطعام للإِنسان والحيوان طعام وفاكهة وريحان كل هذه مظاهر الرحمة التي أفاضها الرحمن . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا } يا معشر الجن والإِنس { تُكَذِّبَانِ } . لا بشيء من نِعمك ربّنا نكذب فلك الحمد . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - الرحمن مثل اسم الله لا يصح أن يطلق على غير الرب تبارك وتعالى ، فيقال فلان عزيز أو رحيم أو عليم أو حكيم ، ولكن لا يقال رحمان ، كما لا يقال إله أو الإِله أو الله . 2 - ورد في الصحيح في فضل تعلم القرآن قوله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " . 3 - وجوب إقامة العدل والتواصي به ، ومراقبة الموازين لدى التجار وإصلاح فاسدها . 4 - وجوب شكر الله على آلائه . 5 - استحباب قول لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد عند سماع قراءة فبأي آلاء ربكما تكذبان . 6 - مشروعية تعلم علم الفلك لمعرفة القبلة ومواقيت الصلاة والصيام والحج .