Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 62-78)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : من دونهما جنتان : أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه . مدّهامتان : أي مسودتان من شدة خُضْرتهما . فيهما عينان نضاختان : أي فوارتان دائماً وأبداً تفوران بالماء العذب الزلال . فيهن خيرات حسان : أي في الجنات الأربع نساءٌ خيرات الأخلاق حسان الوجوه . حور : أي أولئك الخيرات حور أي بيض والواحدة حوراء أي بيضاء . مقصورات في الخيام : أي مستورات محبوسات على أزواجهن في الخيام والخيمة من در مجوف مضافة إلى القصور ، وطول الخيمة الواحدة ستون ميلا . لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان : أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن قبل أزواجهن في الجنة أحد . على رفرف خضر : أي على وسائد أو بسط الواحدة رفرفة خضر جمع أخضر . وعبقري حسان : أي طنافس جمع طنفسة بساط له خمل رقيق أي بسط حسان . تبارك اسم ربك : أي تقدس وكثرت بركة اسم ربك الرحمن . ذي الجلال والإِكرام : أي ذي العظمة والإِكرام لأوليائه والإِحسان إلى عباده . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في ذكر إنعام الله تعالى وإفضاله على عباده فقال { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه من السابقين وهاتان لمن خاف مقام ربه من أصحاب اليمين وقد يكون العكس كذلك والله أعلم بأي الجنتين أفضل ، اللهم ارزقنا ما شئت منهما فإنا بعطائك راضون ولك حامدون شاكرون فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إنعام وإفضال تكذبان ؟ وقوله تعالى : { مُدْهَآمَّتَانِ } مخضرتان إلى حد الاسوداد فإن الأخضر من الأشياء إذا اشتدتْ خضرته ضربت إلى السواد ويقال فيها مدهامة فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إنعام تكذبان يا معشر الجن والإِنس { فِيهِمَا } في الجنتين { عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } أي فوّارتان بالماء دائماً وأبداً ، فبأي آلاء ربكما تكذبان بأي إفضال وإحسان تكذبان وقول الرحمن { فِيهِمَا } أي في الجنتين فاكهة ونخل ورمان لفظ الفاكهة قد يعم النخل والرمان ويصبح ذكر النخل والرمان لمزيد فضيلة كذكر الصلاة الوسطى بعد ذكر الصلوات الخمس في قوله { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ } [ البقرة : 238 ] { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد . وقوله تعالى : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } أي في الجنتين نساءهن خيرات جمع خيرة خيرات الأخلاق حسان الوجوه . فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ أبمثل هذا الإِنعام والإِكرام على أولياء الرحمن تكذبان ؟ { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } إن أولئك الخيرات حور جمع حوراء وهي البيضاء ، والحوراء كذلك من يغلب بياض عينيها سوادهما وهو من جمال النساء محبوسات في الخيام لا ينظرن إلى غير أزواجهن ، والخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلا مضافة إلى قصورهم . وقوله تعالى : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن إنس ولا جان من قبل أزواجهن في الجنة فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ والجواب : لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد . وقوله تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } أي متكئين على رفرف خضر والرفرف جمع رفرفة أي على وسائد أو بُسُطٍ خُضْرٍ ، وعبقريً حِسان أي على طنافس ذات خمل دقيق . فبأي آلاء ربكما تكذبان بنعم الدنيا أم بنعم البرزخ أم بنعم الآخرة لا بشيء من آلاء ربنا نكذب . وقوله تعالى { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } أي تبارك اسم ربك أي تقدس وكثرت بركات اسم ربك الرحمن ذي الجلال أي العظمة والإِكرام لأوليائه وصالحي عباده . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان أن نعيم الآخرة أعظم وأجل من نِعم الدنيا . 2 - فضيلة التمر والرمان فلنبحث منافعهما فإن الحقيقة بنت البحث . 3 - فضل المرأة المقصورة في بيتها وذم الولاجة الخراجة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما . 4 - بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها . 5 - البركة تنال ببسم الله الرحمن الرحيم .