Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 104-107)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : بصائر من ربكم : البصائر جمع بصيرة : والمراد بها هنا الآيات المعرفة بالحق المثبتة له بطريق الحجج العقلية فهي في قوة العين المبصرة لصاحبها . حفيظ : وكيل مسئول . نصرف الآيات : نجريها في مجاري مختلفة تبياناً للحق وتوضيحاً للهدى المطلوب . وليقولوا درست : أي تعلمت وقرأت لا وحياً أوحي إليك . وأعرض عن المشركين : أي لا تلتفت إليهم وامضِ في طريق دعوتك . ولو شاء الله ما أشركوا : أي لو شاء أن يحول بينهم وبين الشرك حتى لا يشركوا لَفَعَلَ وما أشركوا . معنى الآيات : ما زال السياق في طلب هداية المشركين وبيان الطريق لهم ففي هذه الآية يقول { قَدْ جَآءَكُمْ } أي أيها الناس { بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ } وهي آيات القرآن الموضحة لطريق النجاة { فَمَنْ أَبْصَرَ } بها وهي كالعين المبصرة { فَلِنَفْسِهِ } إبصاره إذ هو الذي ينجو ويسعد { وَمَنْ عَمِيَ } فلم يبصر فعلى نفسه عماه إذ هي التي تهلك وتشقى وقل لهم يا رسولنا { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } أي بوكيل مسئول عن هدايتكم ، وفي الآية الثانية [ 105 ] يقول تعالى : { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } أي بنحو ما صرفناها من قبل في هذا القرآن نصرفها كذلك لهداية مريدي الهداية والراغبين فيها أما غيرهم فسيقولون درست وتعلمت من غيرك حتى يحرموا الإِيمان بك وبرسالتك والعياذ بالله تعالى ، وفي الآية الثالثة [ 106 ] يأمر الله تعالى رسوله باتباع ما يوحى إليه من الحق والهدى ، والإِعراض عن المشركين المعاندين الذين يقولون درست حتى لا يأخذوا بما أُتيتهم به ودعوتهم إليه من آيات القرآن الكريم إذ قال تعالى له : { ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } وفي الآية الرابعة [ 107 ] يسلي الرب تعالى رسوله ويخفف عنه آلام إعراض المشركين عن دعوته ومحاربته فيها فيقول له : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكُواْ } أي لو يشاء الله عدم إشراكهم لما قدروا على أن يشركوا إذاً فلا تحزن عليهم ، هذا أولاً ، وثانياً { وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } تراقبهم وتحصي عليهم أعمالهم وتجازيهم بها ، وما أرسلناك عليهم وكيلا تتولى هدايتهم بما فوق طاقتك { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } [ الشورى : 48 ] وقد بلغت إذاً فلا أسى ولا أسف ! ! هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - آيات القرآن بصائر من يأخذ بها يبصر طريق الرشاد وينجو ويسعد . 2 - ينتفع بتصريف الآيات وما تحمله من هدايات العالمون لا الجاهلون وذلك لقوله تعالى في الآية الثانية [ 105 ] { وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } . 3 - بيان الحكمة في تصريف الآيات وهي هداية من شاء الله هدايته . 4 - وجوب اتباع الوحي المتمثل في الكتاب والسنة النبوية . 5 - بيان بطلان مذهب القدرية " نفاة القدر " .