Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 111-113)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : الملائكة : أجسام نورانية يعمرون السماوات عباد مكرمون لا يعصون الله تعالى ويفعلون ما يؤمرون لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة . الموتى : جمع ميت : من فارقته الحياة أي خرجت منه روحه . حشرنا : جمعنا . قبلا : معاينة . يجهلون : عظمة الله وقدرته وتدبيره وحكمته . شياطين : جمع شيطان : وهو من خبث وتمرد من الجن والإِنس . يوحي بعضهم : يعلم بطريق سريع خفي بعضهم بعضاً . زخرف القول : الكذب المحسن والمزين . غروراً : للتغرير بالإِنسان . يفترون : يكذبون . ولتصغى إليه : تميل إليه . وليقترفوا : وليرتكبوا الذنوب والمعاصي . معنى الآيات : ما زال السياق في أولئك العادلين بربهم المطالبين بالآيات الكونية ليؤمنوا إذا شاهدوها فأخبر تعالى في هذه الآيات أنه لو نزل إليهم الملائكة من السماء ، وأحيى لهم الموتى فكلموهم وقالوا لهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وحشر عليهم كل شيء أمامهم يعاينونه معاينة أو تأتيهم المخلوقات قبيلاً بعد قبيل وهم يشاهدونهم ويقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ما كانوا ليؤمنوا بك ويصدقوك ويؤمنوا بما جئت به إلا أن يشاء الله ذلك منهم . ولكن أكثر أولئك العادلين بربهم الأصنام والأوثان يجهلون أن الهداية بيد الله تعالى وليست بأيديهم كما يزعمون وأنهم لو رأوا الآيات آمنوا . هذا ما دلت عليه الآية [ 111 ] أما الآية الثانية [ 112 ] فإن الله تعالى يقول وكما كان لك يا رسولنا من هؤلاء العادلين أعداء يجادلونك ويحاربونك جعلنا لكل نبي أرسلناه أعداء يجادلونه ويحاربونه ( شياطين الإِنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ) أي القول المزين بالباطل المحسن بالكذب { غُرُوراً } أي للتغرير والتضليل ، { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } أيها الرسول عدم فعل ذلك الإِيحاء والوسواس { مَا فَعَلُوهُ } إذاً { فَذَرْهُمْ } أي اتركهم { وَمَا يَفْتَرُونَ } من الكفر والكذب والباطل . هذا ما دلت عيه الآية الثانية أما الآية الثالثة [ 113 ] وهي قوله تعالى : { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } هذه الآية بجملها الأربع معطوفة على قوله { زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً } إذ إيحاء شياطين الجن والإِنس كان للغرور أي ليغتر به المشركون ، { وَلِتَصْغَىۤ إِلَيْهِ } أي تميل { أَفْئِدَةُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } وهم المشركون العادلون بربهم { وَلِيَرْضَوْهُ } ويقتنعوا به لأنه مموه لهم مزين ، ونتيجة لذلك التغرير والميل إليه وهو باطل والرضا به والاقناع بفائدته فهم يقترفون من أنواع الكفر وضروب الشرك والمعاصي والإِجرام ما يقترفون ! . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أبداً ، وبهذا تقررت ربوبيته وألوهيته للأولين والآخرين . 2 - تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وكل داع إلى الله تعالى بإعلامه أنه ما من نبي ولا داع إلا وله أعداء من الجن والإِنس يحاربونه حتى ينصره الله عليهم . 3 - التحذير من التمويه والتغرير فإن أمضى سلاح للشياطين هو التزيين والتغرير . 4 - القلوب الفارغة من الإِيمان بالله ووعده وعيده في الدار الآخرة أكثر القلوب ميلاً إلى الباطل والشر والفساد .