Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 133-135)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : الغنى : عن كل ما سواه ، فغناه تعالى ذاتي ليس بمكتسب كغنى غيره . ذو الرحمة : صاحب الرحمة العامة التي تشمل سائر مخلوقاته والخاصة بالمؤمنين من عباده . ويستخلف : أي ينشىء خلقاً آخر يخلفون الناس في الدنيا . إن ما توعدون لآت : إن ما وعد الله تعالى به عباده من نعيم أو جحيم لآت لا محالة . على مكانتكم : أي على ما أنتم متمكنين منه من حال صالحة أو فسادة . عاقبة الدار : أي الدار الدنيا وهي سعادة الآخرة القائمة على الإِيمان والعمل الصالح . إنه لا يفلح الظالمون : أي لا يفوز الظالمون بالنجاة من النار ودخول الجنان لأن ظلمهم يوبقهم في النار . معنى الآيات : بعد تلك الدعوة إلى عبادة الله تعالى وتوحيده فيها وبيان جزاء من أقام بها ، ومن ضيعها في الدار الآخرة . خاطب الرب تبارك وتعالى رسوله قائلاً : { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ } أي ربك الذي أمر عباده بطاعته ونهاهم عن معصيته هو الغني عنهم وليس في حاجة إليهم ، بل هم الفقراء إليه المحتاجون إلى فضله ، ورحمته قد شملتهم أولهم وآخرهم ولم تضق عن أحد منهم ، ليعلم أولئك العادلون بربهم الأصنام والأوثان أنه تعالى قادر على إذهابهم بإهلاكهم بالمرة ، والإِتيان بقوم آخرين أطوع لله تعالى منهم ، وأكثر استجابة لهم منهم : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } وليعلموا أن ما يوعدونه من البعث والحساب والجزاء لآت لا محالة وما أنتم بمعجزين الله تعالى ولا فائتينه بحال ، ولذا سوف يجزي كلاً بعمله خيراً كان أو شراً وهو على ذلك قدير . هذا ما دلت عليه الآيتان الأولى والثانية أما الآية الثالثة [ 135 ] فقد تضمنت أمر الله تعالى للرسول أن يقول للمشركين من قومه وهم كفار قريش بمكة { ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } ما دمتم مصرين على الكفر والشرك { إِنَّي عَامِلٌ } على مكانتي فسوف تعلمون من تكون له عاقبة دار الدنيا وهي الجنة دار السلام أنا أم أنتم مع العلم أن الظالمين لا يفلحون بالنجاة من النار ودخول الجنان ، ولا شك أنكم أنتم الظالمون بكفركم بالله تعالى وشرككم به . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير غنى الله تعالى المطلق عن سائر خلقه . 2 - بيان قدرة الله تعالى على إذهاب الخلق كلهم وَالإِتيان بآخرين غيرهم . 3 - صدق وعد الله تعالى وعدم تخلفه . 4 - تهديد المشركين بالعذاب إن هم أصروا على الشرك والكفر والذي دل عليه قوله { ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِ } الدنيا { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ } .