Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 4-6)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : من آية : المراد بالآية هنا آيات القرآن الكريم الدالة على توحيد الله تعالى والإِيمان برسوله ولقائه يوم القيامة . معرضين : غير ملتفتين إليها ولا مفكرين فيها . الحق : الحق هنا هو النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الدين الحق . أنباء : أخبار ما كانوا به يستهزئون وهو عذاب الدنيا وعذاب الآخرة . من قرن : أي أهل قرن من الأمم السابقة ، والقرن مائة سنة . مكنا لهم في الأرض : أعطيناهم من القوة المادية ما لم نعط هؤلاء المشركين . مدراراً : مطراً متواصلاً غزيراً . بذنوبهم : أي بسبب ذنوبهم وهي معصية الله ورسله . وأنشأنا : خلقنا بعد إهلاك الأولين أهل قرن آخرين . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث عن أولئك الذين يعدلون بربهم غيره من مخلوقاته فيقول تعالى عنهم : وما تأتيهم من آية من آيات ربهم التي يوحيها إلى رسوله ويضمها كتابه القرآن الكريم ، إلا قابلوها بالإِعراض التام ، وعدم الالتفات إلى ما تحمله من هدى ونور ، وسبب ذلك أنهم قد كذبوا بالحق لما جاءهم وهو الرسول وما معه من الهدى ، وبناء على ذلك { فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } وقد استهزأوا بالوعيد وسينزل بهم العذاب الذي كذبوا به واستهزأوا ، وأول عذاب نزل بهم هزيمتهم يوم بدر ، ثم القحط سبع سنين ، ومن مات منهم على الشرك فسوف يعذب في نار جهنم أبداً ، ويقال لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تستهزئون وقوله تعالى : { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } أي كثيراً من أهل القرون الماضية مكن الله تعالى لهم في الأرض من الدولة والسلطان والمال والرجال ما لم يمكن لهؤلاء المشركين من كفار قريش ، وأرسل على أولئك الذين مكن لهم السماء مدراراً بغزير المطر وجعل لهم في أرضهم الأنهار تجري من تحت أشجارهم وقصورهم ، فلما أنكروا توحيدي وكذبوا رسولي ، وعصوا أمري { فَأَهْلَكْنَٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } ، لا ظلماً منا ولكن بظلمهم هم لأنفسهم ، وأوجدنا بعدهم قوماً آخرين ، وكان ذلك علينا يسيراً . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - التكذيب بالحق هو سبب الإِعراض عنه فلو آمنوا به لأقبلوا عليه . 2 - الاستهزاء والسخرية بالدين من موجبات العذاب وقرب وقوعه . 3 - العبرة بهلاك الماضين ، ومصارع الظالمين . 4 - هلاك الأمم كان بسبب ذنوبهم ، فما من مصيبة إلا بذنب .