Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 59-62)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : مفاتح الغيب : المفاتح : جمع مفتح بفتح الميم أي المخزن . البر والبحر : البر ضد البحر ، وهو اليابس من الأرض ، والبحر ما يغمره الماء منها . ورقة : واحدة الورق والورق للشجر كالسعف للنخل . حبة : واحدة الحب من ذرة أو بر أو شعير أو غيرها . ولا رطب : الرطب ضد اليابس من كل شيء . في كتاب مبين : أي في اللوح المحفوظ كتاب المقادير . يتوفاكم بالليل : أي ينيمكم باستتار الأرواح وحجبها عن الحياة كالموت . جرحتم : أي كسبتم بجوارحكم من خير وشر . ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى : أي يوقظكم لتواصلوا العمل إلى نهاية الأجل المسمى لكم . حفظة : الكرام الكاتبين . رسلنا : ملك الموت وأعوانه . معنى الآيات : لما ذكر تعالى في نهاية الآية السابقة أنه أعلم بالظالمين المستحقين للعقوبة أخبر عز وجل أن الأمر كما قال ودليل ذلك أنه عالم الغيب والشهادة ، إذ { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ } أي خزائن الغيب وهو الغيب الذي استأثر بعلمه فلا يعلمه سواه ويعلم ما في البر والبحر وهذا من عالم الشهادة ، إضافة إلى ذلك أن كل شيء كان أو يكون من أحداث العالم قد حواه كتاب له اسمه اللوح المحفوظ ، وهو ما دل عليه قوله : { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ } وما كتبه قبل وجوده فقد علمه إذاً فهو عالم الغيب والشهادة أحصى كل شيء عدداً وأحاط بكل شيء علماً ، فكيف إذاً لا يعبد ولا يرغب فيه ولا يرهب منه وأين هو في كماله وجلاله من أولئك الأموات من أصنام وأوثان . ؟ ؟ هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 59 ] وأما الآية الثانية [ 60 ] فقد قررت ما دلت عليه الآية قبلها من قدرة الله وعلمه وحكمته فقال تعالى مخبراً عن نفسه { وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ } حال نومكم إذ روح النائم تقبض ما دام نائماً ثم ترسل إليه عند إرادة الله بعثه من نومه أي يقظته ، وقوله { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ } أي في النهار المقابل لليل ، وعلة هذا أن يقضى ويتم الأجل الذي حدده تعالى للإِنسان يعيشه وهو مدة عمره طالت أو قصرت ، وهو معنى قوله { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى } وقوله تعالى { ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } لا محالة وذلك بعد نهاية الأجل ، { ثُمَّ يُنَبِّئُكُم } بعلمه { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير وشر ويجازيكم بذلك وهو خير الفاصلين . وفي الآية الثالثة يخبر تعالى عن نفسه أيضاً تقريراً لعظيم سلطانه الموجب له بالعبادة والرغبة الرهبة إذ قال مخبراً عن نفسه { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ، ذو القهر التام والسلطان الكامل على الخلق أجمعين { وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم } أيها الناس { حَفَظَةً } بالليل والنهار يكتبون أعمالكم وتحفظ لكم لتجزوا بها { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } لانقضاء أجله { تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } ملك الموت وأعوانه ، { وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } أي لا يضيعون ولا يقصرون وأخيراً يقول تعالى مخبراً بالأمر العظيم إنه الوقوف بين يدي الرب تعالى المولى الحق الذي يجب أن يعبد دون سواه ، وقد كفره أكثر الناس وعصوه ، وفسقوا عن أمره وتركوا طاعته وأدهى من ذلك عبدوا غيره من مخلوقاته فكيف يكون حسابهم والحكم عليهم ؟ والله يقول : { ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان مظاهر القدرة والعلم والحكمة لله تعالى . 2 - استئثار الله تعالى بعلم الغيب . 3 - كتاب المقادير حوى كل شيء حتى سقوط الورقة من الشجرة وعلم الله بذلك . 4 - صحة إطلاق الوفاة على النوم ، وبهذا فسر قوله تعالى لعيسى إني متوفيك . 5 - تقرير مبدأ المعاد والحساب والجزاء .