Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 74-79)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إبراهيم : هو إبراهيم خليل الرحمن بن آزر من أولاد سام بن نوح عليه السلام . أصناماً : جمع صنم تمثال من حجر . آلهة : جمع إله بمعنى المعبود . في ضلال : عدول عن طريق الحق . ملكوت : مُلك . جن عليه الليل : أظلم . فلما أفل : أي غاب . بازغا : طالعاً والبزوغ الطلوع . الضالين : العادلين عن طريق الحق إلى طريق الباطل . وجهت وجهي : أقبلت بقلبي على ربي وأعرضت عما سواه . حنيفاً : مائلاً عن الضلال إلى الهدى . معنى الآيات : ما زال السياق في بيان الهدى للعادلين بربهم أصناماً يعبدونها لعلهم يهتدون فقال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ } ، أي واذكر لهم قول إبراهيم لأبية آزر : { أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً } أي أتجعل تماثيل من حجارة آلهة . أرباباً تعبدها أنت وقومك { إِنِّيۤ أَرَاكَ } يا أبت { وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } عن طريق الحق الذي ينجو ويفلح سالكه هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 74 ] أما الآية الثانية [ 75 ] فإن الله تعالى يقول : { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي كما أريناه الحق في بطلان عبادة أبيه للأصنام نريه أيضاً مظاهر قدرتنا وعلمنا وحكمنا الموجبة لألوهيتنا في ملك السماوات والأرض ، ليكون بذلك من جملة الموقنين ، واليقين من أعلى مراتب الإِيمان . هذا ما دلت عليه الآية الثانية وفي الثالثة [ 76 ] فصّل الله تعالى ما أجمله في قوله { نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } فقال تعالى : { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ } أي أظلم { رَأَى كَوْكَباً } قد يكون الزهرة { قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ } أي غاب الكوكب { قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ } ، { فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً } أي طالعاً { قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ } أي غاب { قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ } ، في معرفة ربهم الحق . { فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً } أي طالعة { قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ } يعني من الكوكب والقمر { فَلَمَّآ أَفَلَتْ } أي غابت بدخول الليل { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } . هكذا واجه إبراهيم قومه عبدة الكواكب التي تمثلها أصنام منحوته واجههم بالحقيقة التي أراد أن يصل إليهم معهم وهي إبطال عبادة غير الله تعالى فقال { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً } لا كما توجهون أنتم وجوهكم لأصنام نحتموها بأيديكم وعبدتموها بأهوائكم لا بأمر ربكم ، وأعلن براءته في وضوح وصراحة : فقال : { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - إنكار الشرك على أهله ، وعدم إقرارهم ولو كانوا أقرب الناس إلى المرء . 2 - فضل الله تعالى وتفضله على من يشاء بالهداية الموصلة إلى أعلى درجاتها . 3 - مطلب اليقين وأنه من أشرف المطالب وأعزها ، ويتم بالتفكر والنظر في الآيات . 4 - الاستدلال بالحدوث على وجود الصانع الحكيم وهو الله عز وجل . 5 - سنة التدرج في التربية والتعليم . 6 - وجوب البراءة من الشرك وأهله .