Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 93-94)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : افترى على الله كذباً : اختلق على الله كذباً قال عليه ما لم يقل ، أو نسب له ما هو منه براء . أوحي إلي : الوحي : الإِعلام السريع الخفي بواسطة الملك وبغيره . غمرات الموت : شدائده عند نزع الروح . باسطوا أيديهم : للضرب وإخراج الروح . عذاب الهون : أي عذاب الذل والمهانة . فرادى : واحداً واحداً ليس مع أحدكم مال ولا رجال . ما خولناكم : ما أعطيناكم من مال ومتاع . وراء ظهروكم : أي في دار الدنيا . وضل عنكم : أي غاب . تزعمون : تدعون كاذبين . معنى الآيات : ما زال السياق مع المشركين والمفترين الكاذبين على الله تعالى بإتخاذ الأنداد والشركاء فقال تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } بأن ادَّعَى أن الله نبأه وأنه نبيه ورسوله كما ادعى سعد بن أبي سرح بمكة ومسيلمة في بني حنيفة بنجد والعنسي باليمن : اللهم لا أحد هو أظلم منه ، وممن قال أوحي إلّي شيء من عند الله ، ولم يوح إليه شيء وممن قال : { سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ } من الوحي والقرآن ، ثم قال تعالى لرسوله : { وَلَوْ تَرَىۤ } يا رسولنا { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ } أي في شدائد سكرات الموت ، { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } ملك الموت وأعوانه { بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } بالضرب وإخراج الروح ، وهم يقولون لأولئك المحتضرين تعجيزاً وتعذيباً لهم : { أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } بسبب استكباركم في الأرض بغير الحق إذ الحامل للعذرة وأصله نطفة قذرة ، ونهايته جيفة قذرة ، استكباره في الأرض حقا إنه استكبارٌ باطلٌ لا يصح من فاعله بحال من الأحوال . هذا ما دلت عيه الآية الأولى [ 93 ] أما الآية الثانية [ 94 ] فإن الله تعالى يخبر عن حال المشركين المستكبرين يوم القيامة حيث يقول لهم { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَٰدَىٰ } أي واحد واحداً { كَمَا خَلَقْنَٰكُمْ } حفاة عراة غُرْلاً { وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَٰكُمْ } أي ما وهبناكم من مال وولد { وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ } أي في دار الدنيا ، { وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ } وأنتم كاذبون في زعمكم مبطلون في اعتقادكم { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } أي انحل حبل الولاء بينكم ، { وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أي ما كنتم تكذبون به في الدنيا . هداية الآيتين من هداية الآيتين : 1 - قبح الكذب على الله تعالى في أي شكل ، وأن صاحبه لا أظلم منه قط . 2 - تقرير عذاب القبر ، وسكرات الموت وشدتها ، وفي الحديث : أن للموت سكرات . 3 - قبح الاستكبار وعظم جرمه . 4 - تقرير عقيدة البعث الآخرة الجزاء على الكسب في الدنيا . 5 - انعدام الشفعاء يوم القيامة إلا ما قضت السنة الصحيحة من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعلماء والشهداء بشروط هي : أن يأذن الله للشافع أن يشفع وأن يرضى عن المشفوع له .