Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 65, Ayat: 1-1)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : يا أيها النبي : أراد الله بالنداء النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بدليل ما بعده . إذا طلقتم النساء : أي إذا أردتم طلاقهن . فطلقوهن لعدتهن : أي لِقُبُلِ عدتهن أي في طهر لم يجامعها فيه . وأحصوا العدة : أي احفظوا مدتها حتى يمكنكم المراجعة فيها . واتقوا ربكم : أي أطيعوه في أمره ونهيه . لا تخرجوهن من بيوتهن : أي لا تخرجوا المطلقة من بيت زوجها الذي طلقها حتى تنقضي عدتها . إلا أن يأتين بفاحشة مبينة : أي إلا أن يؤذين بالبذاء في القول وسوء الخلق ، أو يرتكبن فاحشة من زناً بينة ظاهر لا شك فيها . وتلك حدود الله : أي المذكورات من الطلاق في أول الطهر وإحصاء العدة وعدم إخراج المطلقة من بيتها حتى تنقضي عدتها . لا تدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً : أي يجعل في قلب الزوج الرغبة في مراجتها فيراجعها إذا لم تكن الثالثة من الطلقات . معنى الآية قوله تعالى : { يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } يخاطب الله تبارك وتعالى رجال أمة الإِسلام في شخصية نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فيقول : إذا طلقتم أي إذا أردتم طلاقهن لأمر اقتضى ذلك فطلقوهن لعدتهن أي لأول عدتهن وذلك في طهر لم تجامع فيه لتعدَّ ذلك الطهر أول عدتها . وقوله تعالى : { وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ } أي احفظوها فاعرفوا بدايتها ونهايتها لما يترتب على ذلك من أحكام من صحة المراجعة وعدمها ، ومن النفقة ، والإِسكان وعدمهما . وقوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ } فامتثلوا أوامره وقفوا عند حدوده فلا تتعدوها ، لا تخرجوهن أي المطلقات من بيوتهن اللاتي طلقن فيهن ، ولا يخرجن أي ويجب أن لا يخرجن من بيوتهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة كزناً ظاهرٍ أو تكون سيئة بذيئة اللسان فتؤذى أهل البيت أذىً لا يتحملونه فعندئذ يباح إخراجها . وقوله تعالى : { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } أي المذكورات من الطلاق لأول الطهر ، وإحصاء العدة ، وعدم إخراجهن من بيوتهن ، وقوله { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ } فيتجاوزها ولم يقف عندها فقد ظلم نفسه وتعرض لعقوبة الله تعالى عاجلا أو آجلاً . وقوله تعالى : { لاَ تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً } أي بأن يجعل الله تعالى في قلب الرجل رغبة في مراجعة مطلقته فيراجعها ، وفي ذلك خير كثير . هداية الآية : من هداية الآية : 1 - بيان السنة في الطلاق وهي أن يطلقها في طهرٍ لم يمسها فيه بجماع . 2 - أن يكون الطلاق واحدة لا اثنتين ولا ثلاثاً . 3 - وجوب إحصاء العدة ليعرف الزوج متى تنقضي عدة مطلقته لما يترتب على ذلك من أحكام الرجعة والنفقة والإِسكان . 4 - حرمة إخراج المطلقة من بيتها الذي طلقت فيه إلى أن تنقضي عدتها إلاَّ أن ترتكب فاحشة ظاهرة كزناً أو بذاءة أو سوء خلق وقبيح معاملة فعندئذ يجوز إخراجها .