Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-108)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : ثم بعثنا من بعدهم : أي من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب . موسى : هو موسى بن عمران من ذرية يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام . بآياتنا : هي تسع آيات : العصا ، واليد ، والسنون المجدبة ، والدم ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والطمس على أموال فرعون . إلى فرعون : أي بعث موسى الرسول إلى فرعون وهو الوليد بن مصعب بن الريان ، ملك مصر . وملئه : أي أشراف قومه وأعيانهم من رؤساء وكبراء . فظلموا بها : أي ظلموا أنفسهم بالآيات وما تحمله من هدى حيث كفروا بها . بينة من ربكم : حجة قاطعة وبرهان ساطع على أني رسول الله إليكم . ونزع يده : أخرجها بسرعة من جيبه . معنى الآيات : قوله تعالى { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ } هذا شروع في ذكر القصص السادس مما اشتملت عليه سورة الأعراف ، وهي قصص موسى عليه السلام مع فرعون وملئه . قال تعالى وهو يقص على نبيه ليثبت به فؤاده ، ويقرر به نبوته ، ويعظ امته ، ويذكر به قومه { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم } أي من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب موسى بن عمران إلى فرعون وملئه من رجالات ملكه ودولته ، وقوله بآياتنا . هي تسع آيات لتكون حجة على صدق رسالته وأحقية دعوته . وقوله تعالى { فَظَلَمُواْ بِهَا } أي جحدوها ولم يعترفوا بها فكفروا بها وبذلك ظلموا أنفسهم بسبب كفرهم بها ، واستمروا على كفرهم وفسادهم حتى أهلكهم الله تعالى بإغراقهم ، ثم قال لرسوله { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي دماراً وهلاكاً وهي عاقبة كل مفسد في الأرض بالشرك والكفر والمعاصي . هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 103 ] وأما الآيات بعدها فإنها في تفصيل أحداث هذا القصص العجيب . وأتى موسى فرعون وقال { يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ } أي جدير وخليق بي { أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } دالة على صدقي شاهدة بصحة ما أقول { فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } لأذهب بهم إلى أرض الشام التي كتب الله لهم وقد كانت دار آبائهم . وهنا تكلم فرعون وطالب موسى بالآية التي ذكر أنه جاء بها فقال { إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } أي فيما تدعيه وتقول به وتدعوا إليه . وهنا ألقى موسى عصاه أي أمام فرعون المطالب بالآية { فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } أي حية عظيمة تهتز أمام فرعون وملئه كأنها جان ، هذه آية وزاده أخرى فأدخل يده في جيبه كما علمه ربه ونزعها { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } بيضاء بياضاً غير معهود مثله في أيدي الناس . هذا ما تضمنته هذه الآيات الخمس في هذا السياق . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان سوء عاقبة المفسدين بالشرك والمعاصي . 2 - تذكير موسى فرعون بأسلوب لطيف بأنه ليس رباً بل هناك رب العالمين وهو الله رب موسى وهارون والناس أجمعين . 3 - تقرير مبدأ الصدق لدى الرسل عليهم السلام . 4 - ظهور آيتين لموسى العَصَا واليد .