Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 146-147)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : سأصرف : سأبعد . يتكبرون : يعلون ويترفعون فيمنعون الحقوق ويحتقرون الناس . سبيل الرشد : طريق الحق القائم على الإِيمان والتقوى . سبيل الغي : طريق الضلال القائم على الشرك والمعاصي . وكانوا عنها غافلين : لا يلتفتون إليها ولا ينظرون فيها ولا يتفكرون فيما تدل عليه وتهدي إليه . حبطت أعمالهم : فسدت فلا ينتفعون بها لأنها أعمال مشرك والشرك محبط للعمل . معنى الآيتين الكريمتين : هاتان الآيتان تحملان تعليلاً صحيحاً صائباً لكل انحراف وفساد وظلم وشر وقع في الأرض ويقع إلى نهاية هذه الحياة وهذا التعليل الصحيح هو التكذيب بآيات الله والغفلة عنها ، وسواء كان الحامل على التكذيب الكبر أو الظلم ، أو التقليد أو العناد ، إلا أن الكبر أقوى عوامل الصرف عن آيات الله تعالى لقوله عز وجل في مطلع الآية الأولى [ 146 ] { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } ومن صرفه الله حسب سنته في صرف العباد لا يقبل ولا يرجع أبداً ، وقوله { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } هذا بيان لعامل من عوامل الصرف عن آيات الله ، وهو أن يعرض على العبد سبيل الرشد فيرفضه ، ويرى سبيل الغي فيتبعه ويتخذه سبيلاً ، وقوله تعالى { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } التي جاءت بها رسلنا { وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } غير مبالين بها ولا ملتفتين إليها هذا هو التعليل الصحيح الذي نبهنا إليه فليتأمل ، وقوله تعالى في الآية الثانية [ 147 ] { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } تقرير المراد به تأكيد خسران أولئك المصروفين عن آيات الله تعالى ، إذ أعمالهم لم تقم على أساس العدل والحق بل قامت على أساس الظلم والباطل فلذا هي باطلة من جهة فلا تكسبهم خيراً ، ومن جهة أخرى فهي أعمال سوء سوف يجزون بها سوءاً في دار الجزاء وهو عذاب الجحيم ، ولذا قال تعالى { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي ما يجزون إلا ما كانوا يعملون من السوء ، وعدالة الله تعالى أن من جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان سنة الله تعالى في صرف العباد عن آيات الله حتى يهلكوا كما هلك فرعون وآله . 2 - من أقوى عوامل الصرف عن آيات الله الكبر . 3 - التكذيب بآيات الله والغفلة عنها هما سبب كل ضلال وشر وظلم وفساد . 4 - بطلان كل عمل لم يسلك فيه صاحبه سبيل الرشد التي هي سبيل الله التي تحدد الآيات القرآنية وتبين معالمها ، وترفع أعلامها .