Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 171-174)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وإذ نتقنا الجبل : أي رفعناه من أصله فوق رؤوسهم . واقع بهم : أي ساقط عليهم . خذوا ما آتيناكم بقوة : أي التزموا بالقيام بما عهد إليكم من أحكام التوراة بقوة . واذكروا ما فيه : أي لا تنسوا ما التزمتم به من النهوض بأحكام التوراة . من ظهورهم ذريتهم : اي أخذهم من ظهر آدم عليه السلام بأرض نعمان من عرفات . أشهدهم على أنفسهم : أي بأنه تعالى ربهم وإلههم ولا رب لهم غيره ولا إله لهم سواه . المبطلون : العاملون بالشرك والمعاصي إذ كلها باطل لا حق فيه . نفصل الآيات : نبينها ونوضحها بتنويع الأساليب وتكرار الحجج وضرب الأمثال وذكر القصص . معنى الآيات : الآية الأولى في هذا السياق هي خاتمة الحديث على اليهود إذ قال تعالى لرسوله { وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } أي اذكر لهم أيها الرسول إذ نتقنا أي رفعنا فوقهم جبل الطور من أصله وصار فوقهم كأنه ظلة { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي ساقط عليهم وقلنا لهم { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ } والمراد مما آتاهم أحكام التوراة وما تحمل من الشرائع وأخذها العمل بها والالتزام بكل ما أمرت به ونهت عنه وقوله تعالى { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } أي في الذي آتيناكم من الأوامر والنواهي ، ولا تنسوه فإن ذكره من شأنه أن يعدكم للعمل به فتحصل لكم بذلك تقوى الله عز وجل ، هذا ما دلت عليه الآية الأولى وهي خاتمة سياق الحديث عن اليهود . أما الآية الثانية [ 172 ] وهي قوله تعالى { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } فإنها حادثة جديرة بالذكر والاهتمام لما فيها من الاعتبار ، إن الله تعالى أخرج من صلب آدم ذريته فأنطقها بقدرته التي لا يعجزها شيء فنطقت وعقلت الخطاب واستشهدها فشهدت ، وخاطبها ففهمت وأمرها فالتزمت وهذا العهد العام الذي أخذ على بني آدم ، وسوف يطالبون به يوم القيامة ، وهو معنى قوله تعالى { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ } أي أنك ربنا { أَن تَقُولُواْ } يوم القيامة { إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلْمُبْطِلُونَ } والعبرة من هذا أن الإِنسان سرعان ما ينسى ، ويعاهد ولا يفي ، وما وجد من بني إسرائيل من عدم الوفاء هو عائد إلى أصل الإِنسان ، وهناك عبرة أعظم وهي أن التوحيد أخذ به العهد على كل آدمي ، ومع الأسف أكثر بني آدم ينكرونه ، ويشركون بربهم وقوله تعالى { وَكَذٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } وكهذا التفصيل الوارد في هذه السورة وهذا السياق وهو تفصيل عجيب نفصل الآيات تذكيراً للناس وتعليماً ولعلهم يرجعون إلى الحق بعد إعراضهم عنه ، وإلى الإِيمان والتوحيد بعد انصرافهم عنهما تقليداً واتباعاً لشياطين الجن والإِنس . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان نفسيات اليهود وأنها نفسية غريبة وإلا كيف وهم بين يدي الله يتمردون عليه ويعصونه برفضهم الالتزام بما عهد إليهم من أحكام حتى يرفع فوقهم الطور تهديداً لهم ، وعندئذ التزموا ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى نقضوا عهدهم وعصوا ربهم . 2 - عجيب تدبير الله تعالى في خلقه . 3 - الكافر كفر مرتين كفر بالعهد الذي أخذ عليه وهو في عالم الذَّر ، وكفر بالله وهو في عالم الشهادة ، والمؤمن آمن مرتين ، فلذا يضاعف للأول العذاب ويضاعف للثاني الثواب . 4 - تقرير مبدأ الخليقة ، ومبدأ المعاد الآخر .