Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 65-69)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وإلى عاد : أي ولقد أرسلنا إلى عاد وهم قبيلة عاد ، وعاد أبو القبيلة وهو عاد بن عوص ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام . أخاهم هوداً : أخاهم في النسب لا في الدين وهود هو هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام ابن نوح عليه السلام . أفلا تتقون : أي أتصرّون على الشرك فلا تتَّقون عذاب الله بالإِيمان به وتوحيده ، والاستفهام إنكاري أي ينكر عليهم عدم تقواهم لله عز وجل . في سفاهة : السفاهة كالسّفَه وهو خِفّة العقل ، وقلّة الإِدراك والحلم . أمين : لا أخونكم ولا أغشكم ولا أكْذِبُكم ، كما أني مأمون على رسالتي لا أفرط في إبلاغها . بسطة : أي طولاً في الأجسام ، إذ كانوا عمالق من عظم أجسادهم وطولها . آلاء الله : نعمه واحدها أَلىً وإلىً والْيٌ وإلْوٌ والجمع آلاء . تفلحون : بالنجاة من النار في الآخرة ، والهلاك في الدنيا . معنى الآيات : هذا هو القصص الثاني ، قَصَصُ هود عليه السلام مع قومه عاد الأولى التي أهلكها الله تعالى بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام . قوله تعالى { وَإِلَىٰ عَادٍ } أي وأرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم من النسب هوداً فماذا قال لهم { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أي وحدوه في العبادة ولا تعبدوا معه آلهة أخرى . وقوله : { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } أي ليس لكم أي إله غير الله ، إذ الله هو الإِله الحق وما عداه فآلهة باطلة ، لأنه تعالى يخلق وهم لا يخلقون ويرزق وهم لا يرزقون ويدبر الحياة بكل ما فيها وهم مدبَّررون لا يملكون نفعاً ولا ضراً ، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً فكيف يكونون آلهة . ثم حضهم على التقوى وأنكر عليهم تركهم لها فقال عليه السلام لهم : { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي الله ربّكم فتتركوا الشرك وتوحدوه ؟ فأجاب الملأ الذين كفروا من قومه ، بأسوأ إجابة وذلك لكبريائهم واغترارهم فقالوا : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } أي حمق وطيش وعدم بصيرة بالحياة وإلا كيف تخرج عن إجماع قومك ، وتواجههم بعيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم ، { وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } فيما جئت به أي من الرسالة ، ودعوت إليه من التوحيد ونبذ الآلهة غير الله تعالى ، فأجاب هود عليه السلام راداً شبهتهم فقال : { يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ } أي أني لست كما تزعمون أن بي سفاهة ولكني أحمل رسالة أبلغكموها ، وأنا في ذلك ناصح لكم مريد لكم الخير أمين على وحي الله تعالى إلي ، أمين لا أغشكم ولا أخونكم فما أريد لكم إلا الخير . ثم واصل دعوته فقال { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ } أي أكذبتم برسالاتي وعجبتم من مجيئكم ذكر من ربكم { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ } أي عواقب كفركم وشرككم ، أمن مثل هذا يتعجب العقلاء أم أنتم لا تعقلون ؟ . ثم ذكرهم بنعم الله تعالى عليهم لعلّها تُحدْثُ لهم ذكراً في نفوسهم فيتراجعون بعد عنادهم وإصرارهم فقال : { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } أي بعد أن أهلكهم بالطوفان لإِصرارهم على الشرك { وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً } أي جعل أجسامكم قوية وقاماتكم طويلة هذه نعم الله عليكم { فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لأنكم إن ذكرتموها بقلوبكم شكرتموها بأقوالكم وأعمالكم ، وبذلك يتم الفلاح لكم ، وهو نجاتكم من المرهوب وظفركم بالمحبوب وذلك هو الفوز المطلوب . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - الدعوة إلى عبادة الله وترك عبادة ما سواه وهو معنى لا إله إلا الله . 2 - مشروعية دفع الإِتهام ، وتبرئة الإِنسان نفسه مما يتهم به من الباطل . 3 - من وظائف الرسل عليهم السلام البلاغ لما أمروا بإبلاغه . 4 - فضيلة النصح وخُلُق الأمانة . 5 - استحسان التذكير بالنعم فإن ذلك موجب للشكر والطاعة .