Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 73-76)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وإلى ثمود : أي أرسلنا إلى ثمود ، وثمود قبيلة سميت باسم جدها وهو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح . أخاهم صالحاً : أي في النسب وصالح هو صالح بن عبيد بن آسف بن كاشح بن عبيد بن حاذر بن ثمود . آية : علامة على صدقي في أني رسول الله إليكم . وبوأكم في الأرض : أنزلكم في منازل تحبون فيها . وتنحتون : تنجرون الحجارة في الجبال لتتخذوا منازل لكم لتسكنوها . آلاء الله : نعم الله تعالى وهي كثيرة . ولا تعثوا : أي لا تفسدوا في الأرض مفسدين . استكبروا : عتوا وطغوا وتكبروا فلم يقبلوا الحق ولم يعترفوا به . معنى الآيات : هذا القصص الثالث قصص نبي الله صالح عليه السلام قال تعالى { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً } أي وأرسلنا إلى قبيلة ثمود أخاهم صالحاً نبياً أرسلناه بما أرسلنا به رسلنا من قبله ومن بعده بكلمة التوحيد { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } وهذا مدلول كلمة الإِخلاص التي جاء بها خاتم الأنبياء " لا إله إلا الله " { قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } تشهد بأنه لا إله إلا هو ، وأني رسوله إليكم ، هذه البينة ناقة تخرج من صخرة في جبل ، { هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } علامة وأية علامة على صدقي في إرسال الله تعالى لي رسولاً إليكم لتعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئاً ، فذروا هذه الناقة تأكل في أرض الله { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، فكانت الناقة ترعى في المرج ، وتأتي إلى ماء القوم فتشربه كله ، ويتحول في بطنها إلى لبن خالص فيَحْلِبون ما شاءوا وقال لهم يوماً هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ، ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ، ووعظهم عليه السلام بقوله : { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ } أي بعد هلاكهم ، وكانت ديار عاد بحضرموت جنوب الجزيرة العربية وديار ثمود بالحجر شمال الجزيرة بين الحجاز والشام . وقوله { وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أرض الحِجْر تتخذون من سهولها قصوراً تسكنونها في الصيف ، وتنحتون من الجبال بيوتاً تسكنونها في الشتاء ، { فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ } أي نعمه العظيمة لتشكروها بعبادته وحده دون ما اتخذتم من أصنام ، وحذَّرهم من عاقبة الفساد فقال { وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } أي لا تنشروا الفساد في الأرض بالشرك وارتكاب المعاصي وإزاء هذه الدعوة الصادقة الهادفة إلى هداية القوم وإصلاحهم لينجوا من عاقبة الشرك والشر والفساد { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ } أي قوم صالح ، قالوا { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ } أي لمن آمن من ضعفاء القوم : { أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّه } ، وهو استفهام سخرية واستهزاء دال على صلف القوم وكبريائهم ، فأجاب المؤمنون من ضعفة القوم قائلين { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ } قالوها واضحةً صريحةً مُعْلنةً عن إيمانهم بما جاء به رسول الله صالح غير خائفين ، وهنا ردّ المستكبرون قائلين : { إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } وإمعاناً منهم في الجحود والتكبّر ، لم يقولوا إنا بما أرسل به كافرون حتى لا يعترفوا بالرسالة ولو في جواب رد الكلام فقالوا { إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - اتحاد دعوة الرسل في الإِيمان بالله والكفر بالطاغوت أي في عبادة الله وحده . 2 - تقرير إرسال الرسل بالآيات وهي المعجزات وآية صالح أعجب آية وهي الناقة . 3 - وجوب التذكير بنعم الله إذ هو الباعث على الشكر ، والشكر هو الطاعة . 4 - النهي عن الفساد في الأرض والشرك وارتكاب المعاصي . 5 - الضعفة هم غالباً أتباع الأنبياء : وذلك لخلوهم من الموانع كالمحافظة على المنصب أو الجاه أو المال ، وعدم إنغماسهم في الملاذ والشهوات .