Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 80-84)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ولوطاً : أي وأرسلنا لوطاً ولوط هو لوط بن هاران ابن أخي إبراهيم عليه السلام ولد في بابل العراق . الفاحشة : هي الخصلة القبيحة وهي إتيان الرجال في أدبارهم . من العالمين : أي من الناس . من الغابرين : الباقين في العذاب . وأمطرنا : أنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر فأهلكتهم . المجرمين : أي المفسدين للعقائد والأخلاق والأعراض . معنى الآيات : هذا هو القصص الرابع قصص نبي الله تعالى لوط بن هاران ابن أخي إبراهيم عليه السلام فقوله تعالى { وَلُوطاً … } أي وأرسلنا لوطاً إلى قومه نم أهل سذوم ، ولم يكن لوط منهم لأنه من أرض بابل العراق هاجر مع عمه إبراهيم وأرسله الله تعالى إلى أهل سذوم وعمورة قرب بحيرة لُوطٍ بالأردن . وقوله إذ قال لقومه الذين أرسل إليهم منكراً عليهم فعلتهم المنكرة : { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } وهي إتيان الرجال في أدبارهم { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ } أي لم يسبقكم إليها أحد من الناس قاطبة ، وواصل إنكاره هذا المنكر موبخاً هؤلاء الذين هبطت أخلاقهم إلى درك لم يهبط إليه أحد غيرهم فقال : { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } وإلا فالشهوة من النساء هي المفطور عليها الإِنسان ، لا أدبار الرجال ، ولكنه الإِجرام والتوغل في الشر والفساد والإِسراف في ذلك ، والإِسراف صاحبه لا يقف عند حد . وبعد هذا الوعظ والإِرشاد إلى سبيل النجاة ، والخروج من هذه الورطة التي وقع فيها هؤلاء القوم المسرفون ما كان ردهم { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ } أي لوطاً والمؤمنين معه { مِّن قَرْيَتِكُمْ } أي مدينتكم سدوم ، معللين الأمر بإخراجهم من البلاد بأنهم أناس يتطهرون من الخبث الذي هم منغمسون فيه قال تعالى بعد أن بلغ الوضع هذا الحد { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } من بناته وبعض نسائه { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } حيث أمرهم بالخروج من البلاد ليلاً قبل حلول العذاب بالقوم فخرجوا ، وما إن غادروا المنطقة حتى جعل الله تعالى عاليها سافلها وأمطر عليها حجارة من سجين فأهلكوا أجمعين . وقوله تعالى في ختام هذا القصص { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } فإنه خطاب عام لكل من يسمع هذا القصص ليعتبر به حيث شاهد عاقبة المجرمين دماراً كاملاً وعذاباً أليماً . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - شدة قبح جريمة اللواط . 2 - أول من عرف هذه الجريمة القذرة هم قوم لوط عليه السلام . 3 - الإسراف وعدم الاعتدال في الأقوال والأفعال يتولد عنه كل شر وفساد . 4 - الكفر والإِجرام يحل رابطة الأخوة والقرابة بين أصحابه والبُرءاء منه . من أتى هذه الفاحشة من المحصنين يرجم بالحجارة حتى الموت .