Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 32-35)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : اللهم : أي يا الله حذفت ياء النداء من أوله وعوض عنها الميم من آخره . إن كان هذا : أي الذي جاء به محمد ويخبر به . فأمطر : أنزل علينا حجارة . يصدون عن المسجد الحرام : يمنعون الناس من الدخول إليه للاعتمار . مكاء وتصدية : المكاء : التصفير ، والتصدية : التصفيق . معنى الآيات : ما زال السياق في التنديد ببعض أقوال المشركين وأفعالهم فهذا النضر بن الحارث القائل في الآيات السابقة { لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الأنفال : 31 ] يخبر تعالى عنه أنه قال { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا } أي القرآن { هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } فنهلك بها ، ولا نرى محمداً ينتصر دينه بيننا . { أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } حتى نتخلص من وجودنا . فقال تعالى { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } فوجودك بينهم أمان لهم { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } إذ كانوا إذا طافوا يقول بعضهم غفرانك ربنا غفرانك ، ثم قال تعالى { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أي أيُّ شيء يصرف العذاب عنهم وهم يرتكبون أبشع جريمة وهي صدهم الناس عن دخول المسجد الحرام للطواف بالبيت الحرام ، فقد كانوا يمنعون المؤمنين من الطواف بالبيت والصلاة في المسجد الحرام . وقوله تعالى { وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ } رد على مزاعمهم بأنهم ولاة الحرم والقائمون عليه فلذا لهم أن يمنعوا من شاءوا ويأذنوا لمن شاءوا فقال تعالى رداً عليهم { وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ } أي أولياء المسجد الحرام ، كما لم يكونوا أيضاً أولياء الله إنّما أولياء الله والمسجد الحرام المتقون الذين يتقون الشرك والمعاصي { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } هذا لجهل بعضهم وعناد آخرين . وقوله { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً } إذ كان بعضهم إذ طافوا يصفقون ويصفرون كما يفعل بعض دعاة التصوف حيث يرقصون وهم يصفقون ويصفرون ويعدون هذا حضرة أولياء الله ، والعياذ بالله من الجهل والضلال وقوله تعالى { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } أذاقهموه يوم بدر إذ أذلهم فيه وأخزاهم وقتل رؤساءهم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للحق وكراهية له حتى سألوا العذاب العام ولا يرون راية الحق تظهر ودين الله ينتصر . 2 - النبي صلى الله عليه وسلم أمان أمته من العذاب فلم تُصب هذه الأمة بعذاب الاستئصال والإِبادة الشاملة . 3 - فضيلة الاستغفار وأنه ينجي من عذاب الدنيا والآخرة . 4 - بيان عظم جرم من يصد عن المسجد الحرام للعبادة الشرعية فيه . 5 - بيان أولياء الله تعالى والذين يحق لهم أن يلوا المسجد الحرام وهو المتقون . 6 - كراهية الصفير والتصفيق ، وبطلان الرقص في التعبد .