Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 50-54)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : إذ يتوفى : أي يقبض أرواحهم لإِماتتهم . وجوههم وأدبارهم : أي يضربونهم من أمامهم ومن خلفهم . بظلام للعبيد : أي ليس بذي ظلم للعبيد كقوله { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } [ الكهف : 49 ] . كدأب آل فرعون : أي دأب كفار قريش كدأب آل فرعون في الكفر والتكذيب والدأب العادة . لم يك مغيراً نعمة : تغيير النعمة تبديلها بنقمة بالسلب لها أو تعذيب أهلها . آل فرعون : هم كل من كان على دينه من الأقباط مشاركاً له في ظلمه وكفره . معنى الآيات : ما زال السياق مع كفار قريش الذين خرجوا من ديارهم بطرأ ورئاء الناس فيقول تعالى لرسوله { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } وهم يقولون لهم { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } وجواب لولا محذوف تقديره ( لرأيت أمراً فظيعاً ) وقوله تعالى { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } هو قول الملائكة لمن يتوفونهم من الذين كفروا . أي ذلكم الضرب والتعذيب بسبب ما قدمت أيديكم من الكفر والظلم والشر والفساد وأن الله تعالى ليس بظالم لكم فإنه تعالى لا يظلم أحداً . وقوله تعالى { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي دأب هؤلاء المشركين من كفار قريش في كفرهم وتكذيبهم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم { كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } وكفر هؤلاء فأخذهم الله بذنوبهم ، وقوله { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } يشهد له فعله بآل فرعون والذين من قبلهم عاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات وأخيراً أخذه تعالى كفار قريش في بدر أخذ العزيز المقتدر ، وقوله تعالى { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } إشارة إلى ما أنزله من عذاب على الأمم المكذبة الكافرة الظالمة ، وإلى بيان سنته في عباده وهي أنه تعالى لم يكن من شأنه أن يغير نعمة أنعمها على قوم كالأمن والرخاء ، أو الطهر والصفاء حتى يغيروا هم ما بأنفسهم بأن يكفروا ويكذبوا ، ويظلموا أو يفسقوا ويفجروا ، وعندئذ يغير تلك النعم بنقم فيحل محل الأمن والرخاء الخوف والغلاء ومحل الطهر والصفاء الخبث والشر والفساد هذا إن لم يأخذهم بالإِبادة الشاملة والاستئصال التام . وقوله تعالى { وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي لأقوال عباده وأفعالهم فلذا يتم الجزاء عادلاً لا ظلم فيه . وقوله تعالى { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ } هذه الآية تشبه الآية السابقة إلا أنها تخالفها فيما يلي : في الأولى الذنب الذي أخذ به الهالكون كان الكفر ، وفي هذه : كانت التكذيب ، في الأولى : لم يذكر نوع العذاب ، وفي الثانية أنه الإِغراق ، في الأولى لم يسجل عليهم سوى الكفر فهو ذنبهم لا غير . وفي الثانية سجل على الكل ذنباً آخر وهو الظلم إذ قال { وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ } أي بكفرهم وتكذيبهم ، وصدهم عن سبيل الله وفسقهم عن طاعة الله ورسوله مع زيادة التأكيد والتقرير . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير عذاب القبر بتقرير العذاب عند النزع . 2 - هذه الآية نظيرها آية الأنعام { وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } [ الآية : 93 ] أي بالضرب . 3 - تنزه الخالق عز وجل عن الظلم لأحد . 4 - سنة الله تعالى في أخذ الظالمين وإبدال النعم بالنقم . 5 - لم يكن من سنة الله تعالى في الخلق تغيير ما عليه الناس من خير أو شر حتى يكونوا هم البادئين . 6 - التنديد بالظلم وأهله ، وأنه الذنب الذي يطلق على سائر الذنوب .