Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 49-52)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ومنهم : أي من المنافقين وهو الجد بن قيس . إئذن لي : أي في التخلف عن الجهاد . ولا تفتني : أي لا توقعني في الفتنة بدعوى أنه إذا رأى نساء الروم لا يملك نفسه . حسنة تسؤهم : الحسنة كل ما يحسن من نصر وغنيمة وعافية ومعنى تسؤهم أي يكربون لها ويحزنون . قد أخذنا أمرنا من قبل : أي احتطنا للأمر ولذا لم نخرج معهم . إحدى الحسنيين : الأولى الظفر بالعدو والانتصار عليه والثانية الشهادة المورثة للجنة . فتربصوا : أي انتظروا فإنا معكم من المنتظرين . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث عن المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك فيقول تعالى { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي } أي في التخلف عن الجهاد ، { وَلاَ تَفْتِنِّي } بإلزامك لي بالخروج أي لا توقعني في الفتنة ، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : هل لك في بلاد بني الأصفر ؟ فقال إني مغرم بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ( وهم الروم ) لا أصبر عنهن فأفتن ، والقائل هذا هو الجد بن قيس أحد زعماء المنافقين في المدينة فقال تعالى دعاء عليه ورداً لباطله : { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } وأي فتنة أعظم من الشرك والنفاق ؟ { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } به وبأمثاله من أهل الكفر والنفاق ، هذا ما دلت عليه الآية الأولى أما الآية الثانية [ 50 ] فقد تضمنت الكشف عما يقوله المنافقون في أنفسهم أنه إن تصب الرسول والمؤمنين حسنة من نصر أو غنيمة وكل حال حسنة يسؤهم ذلك أي يكربهم ويحزنهم ، وإن تصبهم سيئة من هزيمة أو قتل وموت يقولوا فيما بينهم { قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا } أي احتطنا للأمر فلم نخرج معهم { وَيَتَوَلَّواْ } راجعين إلى بيوتهم وأهليهم { وَّهُمْ فَرِحُونَ } . هذا ما تضمنته الآية التي هي قوله تعالى { إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } أما الآيتان الثالثة والرابعة [ 51 - 52 ] فقد علم الله سبحانه وتعالى رسوله ما يقوله إغاظة لأولئك المنافقين وإخباراً لهم بما يسؤهم فقال { قُل لَّن يُصِيبَنَآ } أي من حسنة أو سيئة إلا ما كتب الله لنا وما يكتبه ربنا لنا لن يكون إلا خيراً لأنه مولانا { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ونحن مؤمنون وعلى ربنا متوكلون ، وقال له : { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ } أي هل تنتظرون بنا إلا إحدى الحسنيين : النصر والظهور على أهل الشرك والكفر والنفاق أو الاستشهاد في سبيل الله ، ثم النعيم المقيم في جوار رب العالمين وعليه { فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } ، وسوف لا نشاهد إلا ما يسرنا ويسوءكم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - فضيحة الجد بن قيس وتسجيل اللعنة عليه وتبشيره بجهنم . 2 - بيان فرح المنافقين والكافرين بما يسوء المسلمين ، وبيان استيائهم لما يفرح المسلمين وهي علامة النفاق البارزة في كل منافق . 3 - وجوب التوكل على الله وعدم الاهتمام بأقوال المنافقين . 4 - بيان أن المؤمنين بين خيارين في جهادهم : النصر أو الشهادة . 5 - مشروعية القول الذي يغيط العدو ويحزنه .