Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 79-80)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : يلمزون : أي يعيبون ويطعنون . المطوّعين : أي المتصدقين بأموالهم زيادة على الفريضة . إلا جهدهم : إلا طاقتهم وما يقدرون عليه فيأتون به . فيسخرون منهم : أي يستهزئون بهم احتقاراً لهم . استغفر لهم : أي اطلب لهم المغفرة أو لا تطلب . لا يهدي القوم الفاسقين : أي إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم وذلك لتوغلهم في العصيان . معنى الآيتين : ما زال السياق في التنديد بالمنافقين وكشف عوارهم فقد أخبر تعالى أن { ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . أخبر تعالى أنه سخر منهم جزاء سخريتهم بالمتصدقين وتوعدهم بالعذاب الأليم . وكيفية لمزهم المتطوعين أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الصدقة فإذا جاء الرجل بمال كثير لمزوه وقالوا مراء ، وإذا جاء الرجل بالقليل لمزوه وقالوا : الله غني عن صاعك هذا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية ففضحهم وسخر منهم وتوعدهم بأليم العذاب وأخبر نبيه أن استغفاره لهم وعدمه سواء فقال { ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } وبين علة ذلك بقوله { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } ، وهذه العلة كافية في عدم المغفرة لهم لأنها الكفر والكافر مخلد في النار . وأخبر تعالى أنه حرمهم الهداية فلا يتوبوا فقال { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } لأن الفسق قد أصبح وصفاً لازماً لهم فلذا هم لا يتوبون ، وبذلك حرموا هداية الله تعالى . هداية الآيتين من هداية الآيتين : 1 - حرمة لمز المؤمن والطعن فيه . 2 - حرمة السخرية بالمؤمن . 3 - غيرة الله على أوليائه حيث سخر الله ممن سخر من المطوعين . 4 - من مات على الكفر لا ينفعه الاستغفار له ، بل ولا يجوز الاستغفار له . 5 - التوغل في الفسق أو الكفر أو الظلم يحرم صاحبه الهداية .