Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 31-39)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } لكفار قريش ، { مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، يعني المطر ، { وَ } من { وَٱلأَرْضِ } ، يعني النبات والثمار ، { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ } ، فيسمعها المواعظ ، { وٱلأَبْصَارَ } ، فيريها العظمة ، { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } ، يعني النسمة الحية من النطفة ، { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } ، يعني أمر الدنيا ، يعني القضاء وحده ، { فَسَيَقُولُونَ } ، فسيقول مشركو قريش : { ٱللَّهُ } يفعل ذلك ، فإذا أقروا بذلك ، { فَقُلْ } يا محمد : { أَفَلاَ } ، يعني أفهلا { تَتَّقُونَ } [ آية : 31 ] الشرك ، يعني فهلا تحذرون العقوبة والنقمة . { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ } ، فماذا بعد عبادة الحق والإيمان إلا الباطل ، { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } [ آية : 32 ] . { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 33 ] ، فأخبر بعلمه السابق فيهم أنهم لا يؤمنون . ثم قال : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } ، يعني الآلهة التى عبدوا من دون الله { مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } ، يقول : هل من خالق غير الله يخلق خلقاً من النطفة على غير مثال ولا مشورة ، أمن يعيد خلقاً من بعد الموت ، { فَسَيَقُولُونَ } في { قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } { لِلَّهِ } [ المؤمنون : 85 ] ، { قُلِ } أنت يا محمد ، { ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } [ آية : 34 ] ، يقول : فمن أين تكذبون بتوحيد الله إذا زعمتم أن مع الله إلهاً آخر . { قُلْ } للكفار يا محمد : { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } ، يعني اللات ، والعزى ، ومناة ، آلهتهم التي يعبدون ، { مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } ، يقول : هل منهم أحد إلى الحق يهدي ، يعني إلى دين الإسلام ، { قُلِ ٱللَّهُ } يا محمد { يَهْدِي لِلْحَقِّ } ، وهو الإسلام ، { أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ } ، وهي الأصنام والأوثان ، { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } ، وبيان ذلك في النحل : { وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ } [ النحل : 76 ] ، ثم عابهم ، فقال : { فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ آية : 35 ] ، يقول : ما لكم ؟ كيف تقضون الجور ؟ ونظيرها في { نۤ وَٱلْقَلَمِ } ، حين زعمتم أن معي شريكاً . يقول : { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً } ، يعني الآلهة ، يقول إن هذه الآلهة تمنعهم من العذاب ، يقول الله : { إَنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي } عنهم { مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } ، يعني من العذاب شيئاً ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } [ آية : 36 ] . { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، وذلك لأن الوليد بن المغيرة وأصحابه ، قالوا : يا محمد ، هذا القرآن هو منك وليس هو من ربك ، فأنزل الله تعالى : { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ } { وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } ، يقول : القرآن يصدق التوراة ، والزبور ، والإنجيل ، { وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } ، يعني تفصيل الحلال والحرام لا شك فيه ، { مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 37 ] . { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } ، يا محمد على الله ، { قُلْ } إن زعمتم أني افترتيه وتقولته ، { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } مثل هذا القرآن ، { وَٱدْعُواْ } ، يقول : استعينوا عليه { مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } ، يعني الآلهة ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 38 ] أن الآلهة تمنعهم من العذاب . يقول الله { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } إذ زعموا أن لا جنة ، ولا نار ، ولا بعث { وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } ، يعني بيانه ، { كَذَلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم الخالية ، { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 39 ] ، يعني المكذبين بالبعث .