Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-11)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } [ آية : 1 ] ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى حنين من كنانة ، واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصارى أحد النقباء ، فغابت فلم يأت النبي صلى الله عليه وسلم خبرها ، فأخبره الله عز وجل عنها ، فقال : { وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } يعني الخيل ، وقيل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى أرض تهامة ، وأبطأ عليه الخبر ، فجعلت اليهود والمنافقون إذا رأوا رجلاً من الأنصار أو من المهاجرين تناجوا بأمره ، فكان الرجل يظن أنه قد مات ، أو قتل أخوه ، أو أبوه ، أو عمه ، وكان يجد من ذلك أمراً عظيماً ، فجاءه جبريل ، عليه السلام ، يوم الجمعة عند وقت الضحى ، فقال : { وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } يقول : غدت الخيل إلى الغزو حتى أضبحت فعلت أنفاسها بأفواهها ، فكان لها ضباح كضباح الثعلب . ثم قال : { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } [ آية : 2 ] يقدحن بحوافرهن في الحجارة ناراً كنار أبي حباحب ، كان شيخاً من مصر في الجاهلية له نويرة تقدح مرة وتخمد مرة ليكلا يمر به ضيف فشبه الله عز وجل ضوء و قع حوافرهن في أرض حصباء بنويرة أبي حباحب ، وأيضاً { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } قال : كانت تصيب الحجارة فتقدح منهن النار ، ثم قال : { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } [ آية : 3 ] وذلك أن الخيل صبحت العدو بغارة يقول : غارت عليهم صبحاً { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } [ آية : 4 ] يقول : فأثرن بجريهن يعني بحوافرهن نقعاً في التراب . حدثنا عبد الله بن ثابت ، قال الفراء : النقع الغبار { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } [ آية : 5 ] يعني بعدوهن ، يقول : حين تعدو الخيل جمع القوم يعني العدو ، فأقسم الله عز وجل ، بالعاديات ضبحاً ، وحدها { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [ آية : 6 ] وأيضاً { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } يقول : فوسطن بذلك الغبار جمعاً ، يقول : حمل المسلمون عليهم ، فهزمهم ، فضرب بعضهم بعضاً ، حتى ارتفع الوهج الذي كان ارتفع من حوافر الخيل إلى السماء ، فهزم الله المشركين وقتلهم ، فأخبره الله عز وجل بعلامات الخيل ، والغبار ، وكيف فعل بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا جبريل ، ومتى كان هذا " ؟ قال : اليوم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر المسلمين بذلك ، وقرأ عليهم كتاب الله عز وجل ، ففرحوا واستبشروا ، وأخزى الله عز وجل اليهود والمنافقين { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } يعني لكفور ، نزلت في قرط بن عبدالله بن عمرو بن نوفل القرشى ، وهو الرجل الذي أكل وحده ، وأشبع بطنه وأجاع عبده ، ومتع رفده ، ولم يعط قومه شيئاً ، يسمى بلسان بنى مالك بن كنانة الكنود . ثم قال : { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } [ آية : 7 ] يقول : إن الله عز وجل على كفر قرط لشهيد ، ثم أخبر عنه ، فقال : { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } [ آية : 8 ] يعني المال ، ثم خوفه ، فقال : { أَفَلاَ يَعْلَمُ } يعني فهلا يعلم { إِذَا بُعْثِرَ } يعني بعث { مَا فِي ٱلْقُبُورِ } [ آية : 9 ] من الموتى { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } [ آية : 10 ] من الخير والشر ، يعني تميز ما في القلب { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ } يعني يوم القيامة { لَّخَبِيرٌ } [ آية : 11 ] بالصالح منهم والطالح .