Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-11)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلْقَارِعَةُ } [ آية : 1 ] ثم بين لهم { مَا ٱلْقَارِعَةُ } [ آية : 2 ] فقال : يقرع الله عز وجل أعداءه ، ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } [ آية : 3 ] تعظيماً لها لشدتها ، وكل شىء في القرآن وما أدراك ، فقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل شىء في القرآن وما يدريك فمما لم يخبر به ، وفى الأحزاب : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } [ الأحزاب : 63 ] . وقال في هذه السورة : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } ثم أخبر عنها ، فقال : { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [ آية : 4 ] يقول : إذا خرجوا من قبورهم تجول بعضهم في بعض ، فشبههم بالفراش المبثوث ، وشبههم في الكثرة بالجراد المنتشر ، فقال : { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } [ القمر : 7 ] ، ثم قال : { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } [ آية : 5 ] يقول : تكون الجبال يومئذ بعد القوة والشدة كالصوف المندوف عرقها في الأرض السفلى ، ورأسها في السماء ، يقول : هو جبل فإذا مسسته فهو لا شىء من شدة الهول : فما حالك يومئذ يا ابن آدم ، قال : كالصوف المنفوش في الوهن ، أوهن ما يكون الصوف إذا نفش { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } [ آية : 6 ] يقول : من رجحت موازينه بحسناته . { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ آية : 7 ] ولا يثقل الميزان إلا قول : لا إله إلا الله بقلوب المخلصين في الأعمال ، وهم الموحدون ، يعني في عيش في الجنة برضاه { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } [ آية : 8 ] بسيئاته وهو الشرك لأنه لا يرى شيئاً مما كسب إلا صار كالرماد ، فاشتدت به الريح في يوم شديد الريح ، وكما أنه ليس في الأرض شىء أخبث من الشرك ، فكهذا ليس شىء أخف من الشرك في الميزان ، ولا إله إلا الله ثقيلة ، وصاحبها ثقيل كريم رزين عند الله عز وجل ، فيأتي صاحب التوحيد بأعماله الصالحة فيثقل ميزانه ، ويأتي صاحب الشرك بأعماله الصالحة فلا تكون له حسنة توزن معه ، فهو خفيف { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } وهى الجنة ، يعني براضيه أنه لا يسخط بعد دخولها أبداً ، { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } وهوالشرك . { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [ آية : 9 ] يقول : لا تحمله الأرض ، ولا تظله السماء ، ولا شىء إلا النار ، فذلك قوله : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } يعني أصله هاوية ، كقوله : { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } [ الأنعام : 92 ] يعنى ، أصل القرى يعني مكة . ثم قال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ } [ آية : 11 ] يقول : نار حامية تحمى ستة أبواب من جهنم ، { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } يقول : خفت موازينه بسيئاته وحق لميزان لا يقع فيه الحق أن يخف لأن الحق ثقيل مرىء ، والباطل خفيف وبىء { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } تعظيماً لشدتها ، ثم أخبر عنها ، فقال : هي : { نَارٌ حَامِيَةٌ } يقول : انتهى حرها .