Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } [ آية : 1 ] لأنه أكثر أنهار الجنة خيراً ، وذلك النهر عجاج يطرد مثل السهم طينه المسك الآذفر ، ورضراضه الياقوت ، والزبرجد ، واللؤلؤ ، أشد بياضاً من الثلج وألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، حافتاه قباب الدر المجوف ، كل قبة طولها فرسخ في فرسخ ، وعرضها فرسخ في فرسخ ، عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، في كل قبة زوجة من الحور العين ، لها سبعون خادماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه سلم : " يا جبريل ، ما هذه الخيام " ؟ قال جبريل ، عليه السلام : هذه مساكن أزواجك في الجنة ، يتفجر من الكوثر أربعة أنهار لأهل الجنان التى ذكر الله عز وجل في سورة محمد صلى الله عليه وسلم : الماء ، والحمر ، واللبن ، والعسل . ثم قال : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ } يعني الصلوات الخمس { وَٱنْحَرْ } [ آية : 2 ] البدن يوم النحر ، فإن المشركين لا يصلون ولا يذبحون لله عز وجل { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } [ آية : 3 ] وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد الحرام من باب بني سهم بن عمرو ابن هصيص ، وأناس من قريش جلوس في المسجد ، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجلس حتى خرج من باب الصفا ، فنظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج ولم يروه حين دخل ، ولم يعرفوه ، فتلقاه العاص بن وائل السهمي بن هشام بن سعد بن سهم على باب الصفا ، وهو يدخل ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد توفى ابنه عبدالله ، وكان الرجل إذا مات ولم يكن له من بعده ابن يرثه ، سمى الأبتر ، فلما انتهى العاص إلى المقام ، قالوا : من الذي تلقاك ؟ قال : الأبتر . فنزلت : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } يعني أن مبغضك هو الأبتر ، يعني العاص بن وائل السهمي ، هو الذي أبتر من الخير ، وأنت يا محمد ستذكر معى إذا ذكرت فرفع الله عز وجل له ذكره في الناس عامة ، فيذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كل عيد للمسلمين في صلواتهم ، وفي الآذن ، والإقامة ، وفي كل موطن حتى خطبة النساء الكلام ، وفي الحاجات .