Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 114-119)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } ، يعني وأتم الصلاة ، يعني ركوعها وسجودها ، { طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ } ، يعني صلاة الغداة ، وصلاة الأولى ، والعصر ، ثم قال : { وَزُلَفاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } ، يعني صلاة المغرب والعشاء ، { إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ } ، يعني الصلوات الخمس { يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ } ، يعني يكفرن الذنوب ما اجتنبت الكبائر ، نزلت في أبى مقبل ، واسمه " عامر بن قيس الأنصاري ، من بني النجار ، أتته امرأة تشتري منه تمراً فراودها ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني خلوت بامرأة ، فما شىء يفعل بالمرأة إلا وفعلته بها ، إلا أني لم أجامعها ، فنزلت : { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ … } إلى آخر الآية . ثم عمد الرجل ، فصلى المكتوبة وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : " أليس قد توضأت وصليت معنا ؟ " ، قال : بلى ، قال : " فإنها كفارة لما صنعت " ، ثم قال { ذٰلِكَ } الذي ذكره من الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل من الصلاة ، { ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ } [ آية : 114 ] ، كقوله لموسى : { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } [ طه : 14 ] . { وَٱصْبِرْ } يا محمد على الصلاة ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 115 ] ، يعني جزاء المخلصين . { فَلَوْلاَ كَانَ } ، يعني لم يكن { مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ } ، يعني الشرك ، { فِي ٱلأَرْضِ } ، يقول : لم يكن من القرون من ينهى عن المعاصي في الأرض بعد الشرك ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } ، يعني مع الرسل من العذاب مع الأنبياء ، فهم الذين كانوا ينهون عن الفساد في الأرض ، { وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يقول : وآثر الذين ظلموا دنياهم ، { مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ } ، يعني ما أعطوا فيه من دنياهم على آخرتهم ، { وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } [ آية : 116 ] ، يعني الأمم الذين كذبوا في الدنيا . { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ } ، يعني ليعذب في الدنيا ، { ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ } ، يعني على غير ذنب ، يعني القرى التى ذكر الله تعالى في هذه السورة الذين عذبهم الله ، وهم قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وقوم شعيب ، ثم قال : { وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [ آية : 117 ] ، يعني مؤمنون ، يقول : لو كانوا مؤمنين ما عذبوا . { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } ، يعني على ملة الإسلام وحدها ، ثم قال : { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } [ آية : 118 ] ، يقول : لا يزال أهل الأديان مختلفين في الدين ، غير دين الإسلام . ثم استثنى بعضهم : { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } ، أهل التوحيد لا يختلفون في الدين ، { وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } ، يعني للرحمة خلقهم ، يعني الإسلام ، { وَتَمَّتْ } ، يقول : وحقت { كَلِمَةُ رَبِّكَ } العذاب على المختلفين ، والكلمة التى تمت قوله ، { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ آية : 119 ] ، يعني الفريقين جميعاً .