Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 12-14)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } ، وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم في يونس : { ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ } ، ليس فيه ترك عبادة آلهتنا ولاعيبها ، { أوْ بَدِّلْهُ } [ يونس : 15 ] أنت من تلقاء نفسك ، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسمعهم عيبها رجاء أن يتبعوه ، فأنزل الله تعالى : { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } ، يعني ترك ما أنزل إليك من أمر الآلهة ، { وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } في البلاغ ، أراد أن يحرضه على البلاغ ، { أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ } ، يعني هلا ، { أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ } ، يعني المال من السماء فيقسمه بيننا ، { أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } يعينه ويصدقه بقوله : إن كان محمد صادقاً في أنه رسول ، ثم رجع إلى أول هذه الآية ، فقال : بلغ يا محمد ، { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [ آية : 12 ] ، يعني شهيد بأنك رسول الله تعالى . { أَمْ } ، يعني بل ، { يَقُولُونَ } إن محمداً { ٱفْتَرَاهُ } ، قالوا : إنما يقول محمد هذا القرآن من تلقاء نفسه ، { قُلْ } لكفار مكة : { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } ، يعنى مختلفات مثله ، يعني مثل القرآن ، { وَٱدْعُواْ } ، يعني واستعينوا عليه ، { مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } من الآلهة التي تعبدون ، { مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 13 ] بأن محمداً تقوله من تلقاء نفسه . قال في هذه السورة : { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } ، فلم يأتوا ، ثم قال في سورة يونس : { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } [ يونس : 38 ] واحدة ، وفي البقرة ، أيضاً : { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ } [ البقرة : 23 ] ، فقال الله في التقديم : ولن تفعلوا البتة أن تجيئوا بسورة : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ } [ البقرة : 24 ] يعني فإذا لم تفعلوا ، فاتقوا النار التي أعدت للكافرين ، { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، يقول : فإن لم تفعلوا ذلك يا محمد ، فقل لهم : يا معشر كفار مكة : { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلِ } هذا القرآن { بِعِلْمِ ٱللَّهِ } ، يعني بإذن الله ، وقراءة ابن مسعود : أنما أنزل بإذن الله ، { وَ } اعلموا { وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } بأنه ليس له شريك ، إن لم يجيئوا بمثل هذا القرآن قل لهم : { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } [ آية : 14 ] ، يعني مخلصين بالتوحيد .