Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-22)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ َفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ } ، يعني القرآن ، { شَاهِدٌ مِّنْهُ } ، يقول : يقرؤه جبريل ، عليه السلام ، على محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو شاهد لمحمد أن الذي يتلوه محمد من القرآن أنه جاء من الله تعالى . ثم قال : { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ } ، يقول : ومن قبل كتابك يا محمد ، قد تلاه جبريل على موسى ، يعني التوراة ، { إَمَاماً } يقتدى به ، يعني التوراة ، { وَرَحْمَةً } لهم من العذاب ، لمن آمن به ، { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ، يعني اهل التوراة يصدقون بالقرآن كقوله في الرعد : { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ } [ الرعد : 36 ] ، يعني بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الله عز وجل . { وَمَن يَكْفُرْ بِهِ } بالقرآن { مِنَ ٱلأَحْزَابِ } ، يعني ابن أمية ، وابن المغيرة ، وابن عبد الله المخزومى ، وآل أبي طلحة بن عبد العزى ، { فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ } ، يقول : ليس الذي عمل على بيان من ربه كالكافر بالقرآن موعده النار ليسوا بسواء ، { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } ، وذلك أن كفار قريش قالوا : ليس القرآن من الله ، إنما تقوله محمد ، وإنما يلقيه الري ، وهو شيطان يقال له : الري ، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } ، يقول : في شك من القرآن ، { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } ، إنه من الله عز وجل ، وأن القرآن حق من ربك ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 17 ] ، يعني ولكن أكثر أهل مكة لا يصدقون بالقرآن أنه من عند الله تعالى . ثم ذكرهم ، فقال : { وَمَنْ أَظْلَمُ } ، يقول : فلا أحد أظلم { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ } ، يعني تقول : { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } بأن معه شريكاً ، { أُوْلَـٰئِكَ } الكذبة { يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ } ، يعني الأنبياء ، ويقال : الحفظة ، ويقال : الناس ، مثل قول الرجل : على رءوس الأشهاد ، { هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } ، يعني بالأشهاد ، يعني الأنبياء ، فإذاعرضوا على ربهم ، قالت الأنبياء : نحن نشهد عليكم أنا شهدنا بالحق فكذبونا ، ونشهد أنهم كذبوا على ربهم ، وقالوا : إن مع الله شريكاً ، { أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 18 ] ، يعني المشركين ، نظيرها في الأعراف : { أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } [ الأعراف : 44 ] . ثم أخبر عنهم فقال : { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعني دين الإسلام ، { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } ، يقول : ويريدون بملة الإسلام زيفاً ، { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ } ، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، { هُمْ كَافِرُونَ } [ آية : 19 ] ، يعني بأنه ليس بكائن . ثم نعتهم ، فقال : { أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ } ، يعني بسابقى الله { فِي ٱلأَرْضِ } هرباً حتى يجزيهم بأعمالهم الخبيثة ، { وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ } ، يعني أقرباء يمنعونهم من الله ، { يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ } ، يعني ما كانوا على سمع إيمان بالقرآن ، { وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } [ آية : 20 ] الإيمان بالقرآن ؛ لأن الله جعل في آذانهم وقراً ، وعلى أبصارهم غشاوة . ثم نعتهم ، فقال : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } ، يعني غبنوا أنفسهم ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } [ آية : 21 ] . { لاَ جَرَمَ } حقاً ، { أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } [ آية : 22 ] .