Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 19-24)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ضرب مثلاً آخر ، فقال : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ } ، يعني القرآن نزل في عمار بن ياسر ، { كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ } عن القرآن لا يؤمن بما أنزل من القرآن ، فهو أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي لا يستويان هذان ، وليسا بسواء ، ثم قال : { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } في هذا الأمر { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } [ آية : 19 ] ، يعني عمار بن ياسر ، يعني أهل اللب والعقل ، نظيرها في الزمر : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [ الزمر : 9 ] ، نزلت في عمار ، وأبي حذيفة بن المغيرة الاثنين جميعاً . ثم نعت الله أهل اللب ، فقال : { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ } في التوحيد ، { وَلاَ يِنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ } [ آية : 20 ] الذي أخذ الله عليهم على عهد آدم ، عليه السلام ، ويقال : هم مؤمنو أهل الكتاب . { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } ، من إيمان بمحمد صلى الله علهي وسلم والنبيين والكتب كلها ، { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } في ترك الصلة ، { وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } [ آية : 21 ] ، يعني شدة الحساب حين لا يتجاوز عن شىء من ذنوبهم . { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ } على ما أمر الله ، نزلت في المهاجرين والأنصار ، { ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال ، { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ } ، يعني ويدفعون ، { بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } إذا أذاهم كفار مكة ، فيردون عليهم معروفاً ، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } [ آية : 22 ] ، يعني عاقبة الدار . فقال : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ } ، يعني ومن آمن بالتوحيد بعد هؤلاء ، { مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } يدخلون عليهم أيضاً ، معهم جنات عدن ، نظيرها في حم المؤمن ، ثم قال : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ } [ آية : 23 ] على مقدار أيام الدنيا ثلاثة عشرة مرة ، معهم التحف من الله تعالى ، من جنة عدن ما ليس في جناتهم ، من كل باب . فقالوا لهم : { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ } في الدنيا على أمر الله ، { فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } [ آية : 24 ] ، يثني الله على الجنة عقبى الدار ، عاقبة حسناهم دار الجنة .