Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 35-41)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِناً } ، يعني مكة ، فكان أمناً لهم في الجاهلية ، { وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ } ، يعني وولدي ، { أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } [ آية : 35 ] ، وقد علم أن ذريته مختلفون في التوحيد . قال : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ } ، يعني الأصنام ، { كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } ، يعني أضللن بعبادتهن كثيراً من الناس ، { فَمَن تَبِعَنِي } على ديني ، { فَإِنَّهُ مِنِّي } على ملتي ، { وَمَنْ عَصَانِي } ، فكفر ، { فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آية : 36 ] ، أن تتوب عليه ، فتهديه إلى التوحيد ، نظيرها في الأحزاب : { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الأحزاب : 24 ] . { رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي } ، يعني إسماعيل ابني خاصة ، { بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } ، يعني لا حرث فيها ، ولا ماء ، يعني مكة ، { عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ } ، حرمه لئلا يستحل فيه ما لا يحل ، فيها تقديم ، { رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } ، يعني اجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، لكى يصلوا لك عند بيتك المحرم ، ويعبدونك ، { فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ } ، يقول : اجعل قوماً من الناس تهوي إليهم ، يعني إلى إسماعيل وذريته ، { وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [ آية : 37 ] ، ولو قال : اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم ، لازدحم عليهم الحرز والديلم ، ولكنه قال : { فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاس } . { رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي } ، يعني مما نسر من أمر إسماعيل في نفسي من الجزع عليه أنه في غير معيشة ، ولا ماء في أرض غربة ، ثم قال : { وَمَا نُعْلِنُ } ، يعني من قوله : { رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } ، يعني مكة ، فهذي الذي أعلن ، { وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ فَي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } [ آية : 38 ] . { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ } بالأرض المقدسة بعدما هاجر إليها ، { إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } ، وهب لي إسماعيل من هاجر جاريته وإبراهيم يومئذ ابن ستين سنة ، ووهب له إسحاق ، وهو ابن سبعين سنة ، فالأنبياء كلهم من إسحاق غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه من ذرية إسماعيل ، ثم قال إبراهيم : { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ } [ آية : 39 ] . { رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي } ، فاجعلهم أيضاً مقيمين الصلاة ، { رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ } [ آية : 40 ] ، يقول : ربنا واستجب دعائي في إقامة الصلاة لنفسه ولذريته . { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } ، يعني أبويه ، { وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } [ آية : 41 ] .