Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 57-77)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } إبراهيم ، { فَمَا خَطْبُكُمْ } ، يعني فما أمركم ، { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } [ آية : 57 ] . { قَالُواْ } ، أي قال جبريل ، عليه السلام : { إِنَّآ أُرْسِلْنَآ } بالعذاب { إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } [ آية : 58 ] . { إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 59 ] . ثم استثنى جبريل ، عليه السلام ، امرأة لوط ، فقال : { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ } [ آية : 60 ] ، يعني الباقين في العذاب ، فخرجوا من عند إبراهيم ، عليه السلام ، بالأرض المقدسة ، فأتوا لوطاً بأرض سدوم من ساعتهم ، فلم يعرفهم لوط ، عليه السلام ، وظن أنهم رجال . فذلك قوله سبحانه : { فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ } [ آية : 61 ] ، فيها تقديم ، يقول : جاء المرسلون إلى لوط . { قَالَ } لهم لوط : { إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } [ آية : 62 ] أنكرهم ، ولم يعلم أنهم ملائكة ؛ لأنهم كانوا في صورة الرجال . { قَالُواْ بَلْ } ، قال جبريل ، عليه السلام : قد { جِئْنَاكَ } يا لوط { بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } [ آية : 63 ] ، يعني بما كان قومك بالعذاب يمترون ، يعني يشكون في العذاب أنه ليس بنازل بهم في الدنيا . { وَآتَيْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } ، جئناك بالصدق ، { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } [ آية : 64 ] بما تقول إنا جئناهم بالعذاب . فقالوا للوط : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } ، يعني امرأته وابنته ريثا وزعوثا ، { بِقِطْعٍ } ، يعني ببعض ، وهو السحر ، { مِّنَ ٱللَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ } ، يعني سر من وراء أهلك تسوقهم ، { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } البتة ، يقول : ولا ينظر أحد منكم وراءه ، { وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } [ آية : 65 ] إلى الشام . { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ } ، يقول : وعهدنا إلى لوط ، { ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } ، يعني أمر العذاب ، { أَنَّ دَابِرَ } ، يعني أصل { هَؤُلآءِ } القوم { مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } [ آية : 66 ] ، يقول إذ أصبحوا نزل بهم العذاب . { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } [ آية : 67 ] بدخول الرجال منزل لوط . ثم { قَالَ } لهم لوط : { إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } [ آية : 68 ] فيهم ، ولوط ، عليه السلام ، يرى أنهم رجال . { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } [ آية : 69 ] فيهم . { قَالُواْ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 70 ] ، أن تضيف منهم أحداً ؛ لأن لوطاً كان يحذرهم لئلا يؤتون في أدبارهم ، فعرض عليهم ابنتيه من الحياء تزويجاً ، واسم إحداهما ريثا ، والأخرى زعوثا . { قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } [ آية : 71 ] لا بد فتزوجوهن . يقول الله عز وجل : { لَعَمْرُكَ } ، كلمة من كلام العرب ، { إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ آية : 72 ] ، يعني لفي ضلالتهم يترددون . { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } ، يعني صيحة جبريل ، عليه السلام ، { مُشْرِقِينَ } [ آية : 73 ] يعني حين طلعت الشمس . { فَجَعَلْنَا } المدائن الأربع { عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ } سدوم ، ودامورا ، وعامورا وصابورا ، وأمطرنا على من كان خارجاً من المدينة ، { حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } [ آية : 74 ] ، ولعل الرجل منهم يكون في قرية أخرى ، فيأتيه الحجر فيقتله ، { مِّن سِجِّيلٍ } ، يعني الحجارة خلطها الطين . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ } ، يقول : إن هلاك قوم لوط لعبرة ، { لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [ آية : 75 ] ، يقول : للناظرين من بعدهم ، فيحذرون مثل عقوبتهم . { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } [ آية : 76 ] ، يعني قرى لوط التى أهلكت بطريق مستقيم ، يعني واضح مقيم يمر عليها أهل مكة وغيرهم ، وهي بين مكة والشام . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } ، يعني إن في هلاك قوم لوط لعبرة ، { لِلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 77 ] ، يعني للمصدقين بتوحيد الله عز وجل لمن بعدهم ، فيحذرون عقوبتهم ، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية .