Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 104-106)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ } ، يعني من بعد فرعون ، { لِبَنِي إِسْرَائِيلَ } ، وهم سبعون ألفاً من وراء نهر الصين معهم التوراة : { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } ، وذلك من بعد موسى ، ومن بعد يوشع بن نون ، { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ } ، يعني ميقات الآخرة ، يعني يوم القيامة ، { جِئْنَا بِكُمْ } وبقوم موسى ، { لَفِيفاً } [ آية : 104 ] ، يعني جميعاً . فهم وراء الصين فساروا من بيت المقدس في سنة ونصف سنة ، ستة آلاف فرسخ ، وبينهم وبين الناس نهر من رمل يجري ، اسمه : أردف ، يجمد كل سبت ، وذلك أن بني إسرائيل قتلوا الأنبياء ، وعبدوا الأوثان ، فقال المؤمنون منهم : اللهم فرّق بيننا وبينهم ، فضرب الله عز وجل سرباً في الأرض من بيت المقدس إلى وراء الصين ، فجعلوا يسيرون فيه ، يفتح أمامهم ويسد خلفهم ، وجعل لهم عموداً من النار ، فأنزل الله عز وجل في الأعراف : { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } [ الأعراف : 159 ] . فلما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، أتاهم فعلمهم الأذان ، والصلاة ، وسوراً من القرآن ، فأسلموا ، فهم القوم المؤمنون ، ليست لهم ذنوب ، وهم يجامعون نساءهم بالليل ، وأتاهم جبريل ، عليه السلام ، مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلموا عليه قبل أن يسلم عليهم ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لولا الخطايا التي في أمتك لصافحتهم الملائكة . { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ } ، لما كذب كفار مكة ، يقول الله تبارك وتعالى : { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ } ، من اللوح المحفوظ ، يعني القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، { وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ } به جبريل ، عليه السلام ، لم ينزله باطلاً لغير شىء ، { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً } بالجنة ، { وَنَذِيراً } [ آية : 105 ] من النار . { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ } ، يعني قطعناه ، يعني فرقناه بين أوله وآخره ، عشرون سنة تترى ، لم ننزله جملة واحدة ، مثلها في الفرقان : { لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً } [ الفرقان : 32 ] ، { لِـ } كي { تَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } ، يعني على ترتيل للحفظة ، { وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } [ آية : 106 ] في ترسل آيات ، ثم بعد آيات ، يعني القرآن .