Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 110-111)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ } ، وذلك أن رجلاً من المسلمين دعا الله عز وجل ، ودعا الرحمن في صلاته ، فقال أبو جهل بن هشام : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً ، فما بال هذا يدعو ربين اثنين أولستم تعلمون أن الله اسم ، والرحمن اسم ، قالوا : بلى ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ } . " فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ، فقال : " يا فلان ، ادع الله ، أو ادع الرحمن ، ورغم آناف المشركين " ، { أَيّاً مَّا تَدْعُواْ } ، يقول : فأيهما تدعو ، { فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } ، يعني الأسماء الحسنى التي في آخر الحشر ، وسائر ما في القرآن ، { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة يصلي إلى جانب دار أبي سفيان عند الصفا ، فجهر بالقرآن في صلاة الغداة ، فقال أبو جهل : لم تفتري على الله ، فإذا سمع ذلك منه خفض صوته ، فلا يسمع أصحابه القرآن ، فقال أبو جهل : ألم تروا يا معشر قريش ما فعلت بابن أبي كبشة حتى خفض صوته ، فأنزل الله تعالى ذكره : { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } ، يعني بقراءتك في صلاتك ، فيسمع المشركون فيوءذوك ، { وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } ، يقول : ولا تسر بها ، يعني بالقرآن ، فلا يسمع أصحابك ، { وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } [ آية : 110 ] ، يعني مسلكاً ، يعني بين الخفض والرفع . { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } ، وذلك أن اليهود قالوا : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، وقالت العرب : إن لله عز وجل شريكاً من الملائكة ، فأكذبهم الله عز وجل فيها ، فنزه نفسه تبارك وتعالى مما قالوا ، فأنزل الله جل جلاله : { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } ، الذي علمك هذه الآية ، { ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } ، عزيراً وعيسى ، { وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ } من الملائكة ، { فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ } ، يعني صاحباً ينتصر به ، { مَّنَ ٱلذُّلِّ } ، كما يلتمس الناس النصر ، إن فاجأهم أمر يكرهونه ، { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } [ آية : 111 ] ، يقول : وعظمه يا محمد تعظيماً ، فإنه من قال : إن لله عز وجل ولداً ، أو شريكاً ، لم يعظمه ، يقول : نزهه عن هذه الخصال التي قالت النصارى ، واليهود ، والعرب .