Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 16-22)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً } بالعذاب في الدنيا ، { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } ، يقوله : أكثرنا جبابرتها فبطروا في المعيشة ، { فَفَسَقُواْ فِيهَا } ، يقول : فعصوا في القرية ، { فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ } ، يعني فوجب عليهم الذي سبق لهم في علم الله عز وجل : { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } [ آية : 16 ] ، يقول : فأهلكناها بالعذاب هلاكاً . يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ، فقال سبحانه : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } بالعذاب في الدنيا ، { مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ } ، يقول : كفار مكة ، { خَبِيرَاً بَصِيراً } [ آية : 17 ] ، يقول الله عز وجل : فلا أحد أخبر بذنوب العباد من الله عز وجل ، يعني كفار مكة . { مَّن كَانَ يُرِيدُ } في الدنيا ، { ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا } ، يعني في الدنيا ، { مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ } ، من المال ، { ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ } ، يقول : ثم نصيره إلى جهنم ، { يَصْلاهَا مَذْمُوماً } ، عند الله ، { مَّدْحُوراً } [ آية : 18 ] ، يعني مطروداً في النار ، نزلت في ثلاثة نفر من ثقيف ، فى : فرقد بن يمامة ، وأبي فاطمة بن البحتري ، وصفوان ، وفلان ، وفلان . { وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ } من الأبرار بعمله الحسن ، وهو مؤمن ، يعني بالدار الآخرة ، { وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا } ، يقول : عمل للآخرة عملها ، { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، يعني مصدق بتوحيد الله عز وجل ، { فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } [ آية : 19 ] ، فشكر الله عز وجل سعيهم ، فجزاهم بعملهم الجنة ، نزلت في بلال المؤذن وغيره . ثم قال سبحانه : { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ } البر والفاجر ، يعني هؤلاء النفر من المسلمين ، وهؤلاء النفر من ثقيف ، { مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ } ، يعني رزق ربك ، { وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ } ، يعني رزق ربك ، { مَحْظُوراً } [ آية : 20 ] ، يعني ممسكاً ، يعني ممنوعاً . { ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، يعني الفجار ، يعني من كفار ثقيف على بعض في الرزق في الدنيا ، يعني الأبرار بلال بن رباح ومن معه ، { وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ } في الآخرة ، يعني أعظم فضائل ، { وَأَكْبَرُ } ، يعني وأعظم ، { تَفْضِيلاً } [ آية : 21 ] من فضائل الدنيا ، فلما صار هؤلاء إلى الآخرة ، أعطى هؤلاء المؤمنون بلال ومن معه ، أعطوا في الآخرة فضلاً كبيراً أكثر مما أعطى الفجار في الدنيا ، يعني ثقيفاً . { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : لا تضف مع الله إلهاً ، وذلك حين دعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه ، { فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً } ، ملوماً تلام عند الناس ، { مَّخْذُولاً } [ آية : 22 ] في عذاب الله تعالى .