Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 35-40)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ } ، يعني بالميزان بلغة الروم ، { ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ } الوفاء ، { خَيْرٌ } من النقصان ، { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [ آية : 35 ] ، يعني وخير عاقبة في الآخرة . { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } ، يقول : ولا ترم بالشرك ، فإنه ليس لك به علم أن لي شريكاً ، ثم حذرهم ، { إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ } ، يعني القلب ، { كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ آية : 36 ] ، يعني عن الشرك مسئولاً في الآخرة . { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } ، يعني بالعظمة ، والخيلاء ، والكبرياء ، { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } إذا مشيت بالخيلاء والكبرياء ، { وَلَن تَبْلُغَ } رأسك ، { ٱلْجِبَالَ طُولاً } [ آية : 37 ] إذا تكبرت . { كُلُّ ذٰلِكَ } ، يعني كل ما أمر الله عز وجل به ، ونهى عنه في هؤلاء الآيات ، { كَانَ سَيِّئُهُ } ، يعني ترك ما أمر الله عز وجل به ، ونهى عنه في هؤلاء الآيات ، أي وركوب ما نهى عنه ، كان { عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } [ آية : 38 ] . { ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ } ، أي ذلك الذي أمر الله به ونهى عنه في هؤلاء الآيات ، { مِنَ ٱلْحِكْمَةِ } التي أوحاها إليك يا محمد ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ، { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } ، فإن فعلت ، { فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً } ، تلوم نفسك يومئذ ، { مَّدْحُوراً } [ آية : 39 ] ، يعني مطروداً في النار ، كقوله سبحانه : { وَيُقْذِفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً } [ الصافات : 8 ، 9 ] ، يعني طرداً . قل يا محمد لكفار مكة : { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ } ، نزلت هذه الآية بعد قوله : { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } [ الإسراء : 42 ] ، يعني مشركي العرب حين قالوا : الملائكة بنات الرحمن ، { وَٱتَّخَذَ } لنفسه { مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً } ، يعني البنات ، { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [ آية : 40 ] حين تقولون : إن الملائكة بنات الله عز وجل .