Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-5)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } ، وذلك أن اليهود قالوا : يزعم محمد أنه لا ينزل عليه الكتاب مختلفاً ، فإن كان صادقاً بأنه من الله عز وجل ، فلما يأت به مختلفاً ، فإن التوراة نزلت كل فصل على ناحية ، فأنزل الله في قولهم : { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } { ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ } ، يعني القرآن ، { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } [ آية : 1 ] ، يعني مختلفاً . أنزله { قَيِّماً } مستقيماً ، { لِّيُنْذِرَ } محمد صلى الله عليه وسلم بما في القرآن ، { بَأْساً } ، يعني عذاباً ، { شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ } ، يعني من عنده ، " فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود : " أدعوكم إلى الله عز وجل ، وأنذركم بأسه ، فإن تتوبوا يكفر عنكم سيئاتكم ، ويؤتكم أجوركم مرتين " ، فقال كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وحيي بن أخطب ، وفنحاص اليهودي ، ومن أهل قينقاع : أليس عزير ولد الله ، فأدعوه ولداً لله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بالله أن أدعو لله تبارك وتعالى ولداً ، ولكن عزير عبد الله داخر " ، يعني صاغراً ، قالوا : فإنا نجده في كتابنا وحدثتنا به آباؤنا ، فاعتزلهم النبي صلى الله عليه وسلم حزيناً ، فقال أبو بكر ، وعمر ، وعثمان بن مظعون ، وزيد بن حارثة ، رضي الله عنهم ، للنبي صلى الله عليه وسلم : لا يحزنك قولهم وكفرهم ، إن الله معنا " ، فأنزل الله عز وجل : { وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بثواب ما في القرآن ، يعني هؤلاء النفر ، { ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } [ آية : 2 ] ، يعني جزاء كريماً ، يعني الجنة . { مَّاكِثِينَ فِيهِ } ، يعني الجزاء في الجنة ، يقول : مقيمين فيها ، { أَبَداً } [ آية : 3 ] ، ثم ذكر اليهود ، فقال : { وَيُنْذِرَ } محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } [ آية : 4 ] ، يعنون عزيراً . يقول الله تبارك وتعالى : { مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ } ، لقولهم : نجده في كتابنا ، وحدثتنا به آباؤنا ، قال الله تعالى : { كَبُرَتْ } ، يعني عظمت ، { كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن } ، يعني ما { يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً } [ آية : 5 ] ؛ لقولهم : عزير ابن الله عز وجل .