Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 27-29)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ } ، يقول : أخبر كفار مكة الذين سألوا عن أصحاب الكهف بما أوحينا إليك من أمرهم ، لا تنقص ولا تزيد ، { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } [ آية : 27 ] ، يعني مدخلاً ، يقول : لا تقل في أصحاب الكهف إلا ما قد قيل لك ، فإن فعلت فإنك لن تجد من دون الله عز وجل ملجأ تلجأ إليه ليمنعك منا . { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم } ، يعني يعبدون ربهم ، يعني بالصلاة له ، { بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ } ، طرفى النهار ، { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } ، يعني يبتغون بصلاتهم وصومهم وجه ربهم ، { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، نزلت في عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو الفزارى ، وذلك أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الموالي وفقراء العرب ، منهم : بلال بن رباح المؤذن ، وعمار بن ياسر ، وصهيب بن سنان ، وخباب بن الأرت ، وعامر بن فهيرة ، ومهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ، وهو أول شهيد قتل يوم بدر ، رضي الله عنهم ، وأيمن ابن أم أيمن ، ومن العرب أبو هريرة الدوسي ، وعبد الله بن مسعود الهذلي ، وغيرهم ، وكان على بعضهم شملة قد عرق فيها . فقال عيينة بن حصن للنبي صلى الله عليه وسلم : إن لنا شرفاً وحسباً ، فإذا دخلنا عليك فاعرف لنا ذلك ، فأخرج هذا وضرباءه عنا ، فوالله إن ليؤذينا ريحه ، يعني جبته آنفاً ، فإذا خرجنا من عندك فأذن لهم إن بدا لك أن يدخلوا عليك ، فاجعل لنا مجلساً ولهم مجلس ، فأنزل الله عز وجل : { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } ، يعني القرآن ، { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } ، يعني وآثر هواه ، { وَكَانَ أَمْرُهُ } الذي يذكر من شرفه وحسبه ، { فُرُطاً } [ آية : 28 ] ، يعني ضائعاً في القيامة ، مثل قوله : { مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [ الأنعام : 38 ] ، يعني ما ضيعنا . { وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ } ، يعني القرآن ، { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } ، هذا وعيد ، نظيرها في حم السجدة ، { ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ فصلت : 40 ] ، يعني من شاء فليصدق بالقرآن ، ومن شاء فليكفر بما فيه ، ثم ذكر مصير الكافر والمؤمن ، فقال : { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } ، وذلك أنه يخرج عنق من النار فيحيط بهم ، فذلك السرادق ، ثم قال سبحانه : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } ، يقول : أسود غليظ كدردي الزيت ، { يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } ، وذلك أنه إذا دنا من فيه ، اشتوى وجهه من شدة حر الشراب ، ثم قال سبحانه : { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } [ آية : 29 ] ، يقول : وبئس المنزل .