Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 52-56)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ يَقُولُ } للمشركين ، { نَادُواْ شُرَكَآئِيَ } ، سلوا الآلهة ، { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } أنهم معي شركاء ، أهم آلهة ، { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } ، يقول : فسألوهم ، فلم يجيبوهم بأنها آلهة ، { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم } وبين شركائهم ، { مَّوْبِقاً } [ آية : 25 ] ، يعني وادياً عميقاً في جهنم . { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } ، يعني فعلموا أنهم مواقعوها ، يعني داخلوها ، نظيرها في براءة : { وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ } [ التوبة : 118 ] ، يعني وعلموا ، { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً } [ آية : 53 ] ، يقول : ولم يقدر أحد من الآلهة أن يصرف النار عنهم . { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } ، يعني لوناً ، يعني وصفنا ، { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } ، من كل شبه في أمور شتى ، { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } [ آية : 54 ] . { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ } ، يعني المستهزئين والمطعمين في غزاة بدر ، { أَن يُؤْمِنُوۤاْ } ، يعني أن يصدقوا بالقرآن ، { إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ } ، يعني البيان ، وهو القرآن ، وهو هدى من الضلالة ، { وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ } من الشرك ، { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } ، يعني أن ينزل بهم مثل عذاب الأمم الخالية في الدنيا ، فنزل ذلك بهم في الدنيا ببدر من القتل ، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار ، ثم قال سبحانه : { أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً } [ آية : 55 ] ، يعني عياناً . { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } بالجنة ، { وَمُنذِرِينَ } من النار ؛ لقول كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم في بني إسرائيل : { أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } [ الإسراء : 94 ] ، { وَيُجَادِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة ، { بِٱلْبَاطِلِ } ، وجدالهم بالباطل قولهم للرسل : ما أنتم إلا بشر مثلنا ، وما أنتم برسل الله ، { لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } ، يعني ليبطلوا بقولهم الحق الذي جاءت به الرسل ، عليهم السلام ، ومثله قوله سبحانه في حم المؤمن ، { لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } [ غافر : 5 ] ، يعني ليبطلوا به الحق ، { وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً } [ آية : 56 ] ، يعني آيات القرآن وما أنذروا فيه من الوعيد استهزاء منهم ، أنه ليس من الله عز وجل ، يعني القرآن والوعيد ليسا بشيء .